منتدى برنامج حياه على النت باذاعة صوت العرب
عزيزى الزائر مرحبا بك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى برنامج حياه على النت باذاعة صوت العرب
عزيزى الزائر مرحبا بك
منتدى برنامج حياه على النت باذاعة صوت العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسماء الله الحسنى و معانيها

اذهب الى الأسفل

أسماء الله الحسنى و معانيها Empty أسماء الله الحسنى و معانيها

مُساهمة من طرف manal kamal الخميس مارس 04, 2010 11:29 am

الأول و الآخر
مع الاسم الثالث والخمسين من أسماء الله الحُسنى ، والاسم هو: الأول والآخر ، الأول والآخر اسمان من أسماء الله الحُسنى ، كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أجاز بعض العلماء ذكرهما معاً الأول والآخر .
وللعلماء في هذا الموضوع ، رأي لطيف ، هو أن من أسماء الله الحُسنى ، ما لا يجوز إلا أن يُذكر الاسم وما يقابله معاً ينبغي أن تقول المعطي المانع ، والرافع الخافض ، والمُعز المذل ، والنافع الضار ، والقابض الباسط ، لأن القبض للبسط ، والضر للنفع ، والإذلال للإعزاز، والأخذ للعطاء ، يؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته :
يا أيها الناس إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ودار ترح لا دار فرح فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لبلاء ، ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها واحذروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها، ولا تسعوا في عمران دار قد قضى الله خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها فتكونوا لسخطه متعرضين ولعقوبته مستحقين. رواه الديلمي عن ابن عمر
يضر لينفع ، يمنع ليعطي ، يخفض ليرفع ، يذل ليعز .
بعض العلماء أجاز أن يُذكر اسم الأول والآخر معاً ، كالنافع والضار وجمع بينهما القشيري مضيفاً إليهما الظاهر والباطن ، لنا أن نقول الأول والآخر والظاهر والباطن معاً ، أربعة أسماء .
وكما هي العادة دائماً نبدأ بالمعنى اللغوي الدقيق من كلمة الأول ؛ فالمعنى الأول للأول : هو الذي يترتب عليه غيره ، شيء يُبنى على شيء ونتيجة تؤسس على مقدمة ، الشيء الذي يترتب عليه غيره ، هذا المعنى الجامع ، التفاصيل : الأول المتقدم زمانه ، طبعاً ، شعبان ثم رمضان رمضان ثم شوال ، محرم ثم ذو القعدة ، الأول هو الذي يأتي أولاً زماناً يعني التقدم زماناً .
المعنى الثاني ؛ التقدم رتبةً ، فلان الأول على طلاب الصف ، فلان الأول في التجارة ، فلان الأول في الصناعة ، الأول في العلم ، هذا التقدم تقدم رتبي ومنه قوله تعالى : (سورة الرحمن)
لا يُعقل أن يُعلم الإنسان القرآن قبل أن يُخلق ، هذا التقديم تقديم رتبي وليس تقديماً زمنياً .
المعنى الثالث ، المتقدم مكاناً ، أنت في الطريق إلى حلب ، حمص قبل حماة ، وحماة قبل حلب ، فحمص أولاً وحماة ثانياً وحلب ثالثاً ، إذاً هناك تقدم زمني وتقدم مكاني وتقدم رتبي .
المعنى الرابع التقدم في الترتيب ، وهذا يُستخدم في الصناعة ترتيب المحرك أولاً ، ربطه بالعجلات ثانياً ، ربطه بالكهرباء ثالثاً ، إذاً هناك أولوية في الزمان ، أولوية في المكان ، أولوية في الترتيب ، أولوية في التربية ، هذه المعاني الأربع مستفادة من معنى الأول .
أما إذا قلنا ؛ الله هو الأول فلهذا معنى آخر ، معناه أن الله سبحانه وتعالى لم يسبقه في الوجود شيء ، لكن لا ينبغي أن تقول : زماناً ، لأن الزمن من خلق الله ، لم يسبقه في الوجود شيء هذا هو الذي ينبغي أن نقوله في شرح معنى اسم الله الأول .
هناك معنى آخر متعلّق بالله عز وجل ؛ الأول هو الذي لا يحتاج إلى غيره كل شيء يحتاج إلى غيره ليس أولاً ، هذه المنضدة تحتاج إلى خشب ، إذاً ليست هي الأول ، الخشب يحتاج إلى أن ينبت ، إذا ليس هو الأول ، النبات يحتاج إلى بذر ، ليس هو الأول ، البذر يحتاج إلى نبات يخرج منه ، النبات ليس هو الأول ، فكل شيء يحتاج إلى غيره ليس أولاً .
فالمعنى الثاني إذًا : هو الشيء الذي لا يحتاج إلى غيره ، هذا معنى الأول بالنسبة لله عز وجل .
المعنى الثالث : الشيء المستغني بنفسه في وجوده ، لو أن شيئاً يفتقر في استمرار وجوده إلى شيء آخر ليس أولاً ، المادة الأولية سبب استمراره ، مادام هناك شيء يعين على استمرار الوجود فهذا الشيء ليس أولاً المادة الأولية هي الأول ، فثلاث معانٍ مستفادة من اسم الله العظيم الأول هو أنه لم يسبق وجوده شيء ، والثاني لا يحتاج إلى غيره ، والثالث المستغني بنفسه ، فهذه الثلاثة تشكّل معنى الأول .
أعرابي التقى النبي عليه الصلاة والسلام ، قال أين كان الله قبل الخلق ؟ فأجاب النبي عليه الصلاة والسلام : كان الله ولم يكن معه شيء" .
كان هنا فعل ماض تام ، كان الجو صاحياً ، ناقص ، كان الحديد فلزاً ، ناقص ، كان الجليد ماءً ، ناقص ، أما كان الله تام ، إذاً هذه كان التامة الكاملة التي تحتاج إلى فاعل ، وتكون بمعنى وجد ، أما كان الناقصة لا تعني حدوث عمل .
بالمناسبة ، هذه الورقة ، إذا مزقتها ، هذا التمزيق حدوث عمل الفعل التام يدل على حدوث عمل ، أما الفعل الناقص لا يدل على حدوث عمل يدل على زمن فقط ، إذا قلت الجو صاح ، هذا تركيب اسمي ، إذا قلت كان الجو صاحياً ، ماذا أضفت ؟ المضي فقط ، كان الناقصة لا تفيد حدوث العمل ، تفيد مضي الزمن فقط ، الجو ممطر ، كان الجو ممطراً البارحة ، فكأن "كان" شدت هذا التركيب الاسمي إلى الماضي شداً ، أما إذا دلت على حدوث عمل أصبحت كان التامة إعرابها فعل ماض تام ، تحتاج إلى فاعل مرفوع ، كان الله ، وجد الله الله لفظ الجلالة نائب فاعل ، طبعاً في أدلة كثيرة في كتاب الله . (سورة الأنفال)
اتق الله حيثما كنت ، " حيثما وجدت " وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن .
فأجاب النبي عليه الصلاة والسلام كان الله ولا شيء معه ، فسأله الأعرابي والآن ؟ فرد النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ، هو الآن على ما كان عليه ، والحقيقة ، هذا الاسم العظيم ورد في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى : (سورة الحديد)
من معاني هذا الاسم مهما أوغلت في النهاية تصل إلى الله ، الله وراء كل شيء ، سبب كل مسبب ، هو الأول والآخر ، أحياناً يقع حدث ما سببه ؟ سبب آخر مادي ، فما سبب هذا السبب ؟ سبب آخر مادي ، من مسبب الأسباب ؟ الله وهو الأول ، إذا تحركت نحو الوراء بسلسلة يجب قطعاً أن تنتهي إلى الله ، هو الأول .
إنسان حرك يديه ، كيف حركها ؟ لأنه حي ، من أعطاه الحياة ؟ الله جل جلاله ، إذاً هو الأول .حصل زلزال ، من أحدث هذا الزلزال ؟ هذا الزلزال نتيجة اضطراب القشرة الأرضية ، من جعلها تضطرب ؟ الله هو الأول . لذلك قال تعالى : (سورة الفتح)
بالمناسبة هذا المعنى له تطبيق رائع ، الإنسان أحياناً ، يُصاب بمصيبة ؛ فمن ضعف توحيده ، أو لضيق أفقه ، يصب جام غضبه على من جاءته هذه المصيبة على يديه ، لو تعقّل ، لو كان توحيده أقوى لرأى يد الله هي التي عملت في الخفاء ، لرأى يد الله فوق أيديهم .
لذلك ربنا عز وجل قال : (سورة لقمان) أن تصبر على ما أصابك ، فإن ذلك من عزم الأمور ، هناك آية أخرى : (سورة الشورى) هذه اللام هي لام المزحلقة ، وهي لام التوكيد ، فهنا في الآية توكيد ، معنى " وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ " يعني قضاء وقدر جاء على يد إنسان ، الإنسان أحياناً ينقم على هذا الإنسان الذي أجرى الله على يديه هذه المصيبة .
يعني لو فرضنا لا سمح الله ولا قدر ، طفل وقع عن الشرفة ، نزل ميتاً ، الأب يتألم أشد الألم ، وقد يتفطر قلبه ، لكن يحقد على من ؟ يقول هذا قضاء وقدر ، أما لو أن سائقاً دهس طفلاً ، الأب في ساعة غفلة ، في ساعة غضب شديد ولنقص في توحيده يصب كل نقمته على هذا السائق ، إذا عرف أن الله هو الأول في كل حادث ، هو المسبب ، هو مسبب الأسباب ، طبعاً يأخذ حقه لكن لا يحقد ، لأن الحقد من لوازم الشرك .
هناك رجل يملك محلاً تجارياً ، اختلف مع أحد موظفي المحل ، هذا الموظف يعرف الدخائل والمخارج ، فأبلغ بعض الجهات عن بضاعة غير نظامية ، فضبطت المستودعات ، وكلف بمبلغ كبير جداً ، غرامة لهذه المخالفة الجمركية ، فصاحب هذا المحل ، بساعة من ساعات الغضب ، أخرج مسدساً وأطلق النار على هذا الموظف فأرداه قتيلاً فأودع في السجن ثلاثين عاماً ، لو كان موحداً لما رأى هذه المصيبة في هذا الشخص ، قد رأى يد الله فوق يديه ، وأن الله هو الأول ، هو مُسبب الأسباب ، ولعلَّ الله عز وجل يعوضه عن خسارته ، ولعل الخسارة وقعَت لذنب اقترفه .
الخلاصة أنّك إذا آمنت أن الله بيده كل شيء ، هو الأول ، لا تحقد على أحد ، كما لو أن إنساناً تلقى ضربةً بعصا ، فهل يحقد على العصا ؟ أم على الذي ضربه ؟ العصا لا تقدم ولا تؤخر ، وينبغي أن تعلم أن الناس جميعاً ، حتى الأقوياء ، وحتى الأشرار إنما هم عصي بيد الله عز وجل ، ألم يقل الله عز وجل : (سورة هود)
وهذه الآية لها معنى دقيق جداً ، يعني إذا كانت مجموعة وحوش وحوش كاسرة مربوطة بأزِمّةٍ بيد إنسان عظيم رحيم عادل منصف حكيم فأنت ينبغي أن تخاف من هذه الوحوش أم من الذي يملك ناصيتها ؟
المشكلة كلها في هذا المثل ، فالكافر المشرك ضعيف الإيمان يخاف من الوحوش ، والمؤمن يخاف من الذي يملك أزِمَّتها ، فإذا اصطلح معه أبعدها عنه ، أما إذا عصاه ، أرخى لها أزمتها فوصلت إليه ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن .
هذه الآية في سورة الحديد : " هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"( سورة الحديد رقم 3 )
وقد يمكن أن نرد هذه الآية إلى المعنى الأول : (سورة الواقعة)
يعني لم يسبقنا في الوجود أحد ، وما نحن بمسبوقين ، كان الله ولم يكن معه شيء ، وسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه ، مرةً سئل : " متى كان الله ؟ فأجاب إجابةً رائعة : ومتى لم يكن " .
والعلماء يقولون : " لا ينبغي أن تسأل أين الله ، لأن الله خالق المكان ولا متى كان الله لأنه هو خالق الزمان ، هو خالق المكان والزمان والمكان والزمان من خلقه ". الأول بكل ما سواه ، المتقدم على كل ما عداه ، كل ما سوى الله يأتي بعد الله ، من دون الله ، هو الأول ، والمتقدم على كل ما عداه هذه الأولوية ليست بالمكان ولا بالزمان ، ولا بأي شيء في حدود العقل أو العلم .
يقول بعض العلماء : " الله سبحانه ظاهر باطن في كونه أولاً ، هو الأول أظهر من كل ظاهر ، لأن العقول تشهد أن المحدثات لها موجد متقدم عليها وهو سابق الوجود .
فكونه تعالى أولاً واضح جداً من هذه الجهة ، أنّ كل شيء حدث ، كل شيء محدَث له محدِث كل شيء موجود له موجد ، فمن بديهيات العقل ، أن الموجد قبل الموجود ، وأن المحدث قبل الحادث وأن الخالق قبل الخلق ، وأن المدبر قبل المدَبر وأن الرازق قبل الرزق .
وهو الأول أبطن من كل باطن ، لأنك إذا توغلت في الشيء وتوغلت فيه وتوغلت فيه إلخ... ، تصل إلى الله ، هو الأول أظهر من كل شي وهو الأول أبطن من أي شيء .
قال : كل ما أحاط به عقلك وعلمك فهو محدود بعقلك وعلمك فيكون متناهياً فمثلاً ؛ نجمة تبعد عنا أربع سنوات ضوئية ، مسافة بعيدة جداً نحتاج لقطعها في مركبة أرضية إلى خمسين مليون عام ، هناك نجم أبعد فنجد نجم القطب يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ، هناك نجم أبعد بعده أربع وعشرون ألف مليون سنة ضوئية ، يا ترى هذه المجرة هي حدود الكون ؟ لا .. والشيء اللطيف أن هذه المجرة التي اكتشفت حديثاً ، والتي تبعد عنا أربعاً وعشرين ألف مليون سنة ضوئية ، كانت في هذا المكان الذي وصل إلينا منه ضوؤها قبل أربع وعشرين ألف مليون سنة ضوئية ، أين هي الآن ؟ لا يعلم إلا الله . يعني كل شيء نرصده بالمراصد فالمكان غير حقيقي ، مثلا مجرة كانت في مكان ، وأطلقت شعاعاً ، هذا الشعاع سار بسرعة ثلاثمائة ألف كيلو متر ، وصل إلينا بعد أربع وعشرين ألف مليون سنة ضوئية ، هذا النجم أين صار الآن ؟ هل تصدقون أن بعض المجرات سرعتها تقترب من سرعة الضوء ، سرعتها مائتان وأربعون ألف كيلو متر في الثانية ، الضوء سرعته ثلاثمئة ألف ، فإذا كان هذا النجم تحرك بسرعة مئتين وأربعين ألف كيلو متر في الثانية ، وكان بهذا المكان قبل أربع وعشرين ألف مليون سنة ، فأين هو الآن ؟ أين حدود الكون ؟ مهما تخيلت الكون واتساعه ، فهو عقلاً محدود ، لماذا هو محدود لأنه من دون الله ، حادث ، والحادث متناه، أما الله عز وجل غير متناه . هناك مشكلة هي اجتماعية ونفسية ودينية في آن واحد ، الإنسان يشعر بما يسمى سعادة، أو يتوهم السعادة ما دام شاباً لأنه يتحرك نحو المجاهيل ، يريد شهادة عليا ، أخذ شهادة عليا ، أحاط بعلومها واستوعبها ثمّ سئِم منها ، بحث عن زوجة ، تزوج ، أنجب أولاداً ، اشترى بيتاً ، اشترى مركبة ، دخله ، أكل ، تنزه فعل ، ثم شعر بالملل ، لماذا ؟ لأن النفس فطرها الله فطرةً عالية ، فطرها على أن تسعى للانهائي ، فإذا قنعت بالنهائي سئمت .
تجد حقيقةً أن الإنسان بعد الأربعين ، يغلب عليه السأم أكل أكلات طيبة حتى شبع ، تنزه ، وساح بالعالم ، فلم يعد لديه شيء جديد ، كله مكرر ، صباحاً جلست للطعام ففوجئت بطعام لم تره من قبل وبطعام ما عرفته سابقاً ، وفي اليوم التالي كأس شاي ، قطعة جبن ، وبيض ، وفي آخر فول ومن بعده حمص ، وبعد ؟ فما هو الجديد في الطعام ؟ لم يعُد من جديد فهذه الخضر الموجودة ، والطبخ ، والفاكهة ، والسرير سرير ، والنوم نوم ، والأكل أكل يعني حياة رتيبة تنتهي إلى سأمٍ فهذه النفس البشرية ، بالأساس مصممة على أن تتجه إلى المطلق ، فإذا قنعت بالمقيد فلن ترضى فهي أكبر من كل قيد لذلك تشعر بالسأم .
مثل بسيط : إنسان ذو طاقات كبيرة جداً ، ضعه في مكان بلا عمل يتضجر ويتمزّق ، طاقته كبيرة والعمل محدود ، أما لما يلتجئ الإنسان إلى الله ، يتبدّد السأم لأن الله مطلقٌ ، لا نهائي ، لذلك أنا أقول وأنا أصر على ما أقول ، المؤمن لا يشيخ إطلاقاً ، شاب دائماً ، ما هو الشباب ؟ الشباب أن تكون أهدافك أكبر من حياتك ، أن تكون أهدافك نبيلة تضيق بها حياتك ، فأنت في شباب دائم ، أما إذا كانت أهدافك كلها مادية ، الأشياء المادية محدودة ، أنت أكبر من المادة . فلذلك منهومان لا يشبعان ، طالب علم وطالب مال . لذلك إذا أردت ألا تشيخ وألا تهرم وأن تكون في شباب دائم فاتجه إلى الله ، واجعل الله عز وجل مقصودك ، ورضاه مطلوبك ، اجعل هدفك الآخرة فأنت في شباب دائم ومتجدد . حتى الناجحون في حياتهم حتى الأعلام المتألقون ، في الصناعة في التجارة في العلوم في مراكز القوى أي إنسان متألق ما دام حيا فأهدافه المادية أصغر من طاقته الكبرى ، فالإنسان الوحيد الذي يسعد طوال حياته هو إنسان اتجه إلى الله الله لا نهائي .
قال بعض العلماء : " الأول في وصفه تعالى بمعنى القديم الأزلي لا ابتداء له " وقيل : " الأول بلا ابتداء الموجود بذاته قبل وجود مخلوقاته وكان الأول لأنه كان موجوداً ولا شيء معه"، يعني مهما أوغلت في القدم ، مثلاً نحن نعيش في القرن العشرين ، توغل في القرن التاسع عشر ، الثامن عشر ، السابع عشر ، السادس عشر ، الخامس عشر ، الرابع عشر القرن السابع الثالث الثاني الأول ما قبل التاريخ إلى نشوء العالم ، أين تصل ؟ إلى الله هو الأول ، هو الذي أنشأ العالم ، كان الله ولم يكن معه شيء .
تحرك نحو المستقبل ، القرن الواحد والعشرين ، عام ألفين و عام ثلاثة آلاف ، عام خمسين ألف ، فكان كما قال النبي : قَالَ أَبُو حَازِمٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَوْ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى * (صحيح البخاري) لو انتهت الحياة الدنيا ، ماذا بعد الحياة الدنيا ؟ الله ، هو الأول والآخر ، لو تحركت نحو الماضي الله هو الأول نحو المستقبل الله هو الآخر . قال أما الآخر فهو الباقي سبحانه ، معنى الآخر أي الباقي بعد فناء خلقه ، كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام . الإنسان العاقل يربط مصيره بمصير الأزلي الأبدي ، الباقي الآخر أما لو ربط مصيره بأي شيء آخر هذا الشيء الآخر سيفنى . قال العلماء : الآخر هو الباقي بعد فناء خلقه ، يعني الإنسان يعيش ويتعلم يكسب المال، يسكن ويأكل ويتحرك ويسافر ووو... ثم تُكتب نعوته ، ثم يُوضع في القبر وهو صندوق العمل .
قال بعضهم : الآخر الدائم بلا نهاية ، عندنا قلق عميق ، فالإنسان قد تكون حياته منتظمة ، حقق نجاحات في حياته ، هناك موت ، هناك نهاية لهذا النجاح ، لكن كل عصر له تجار وصناع وموظفين وأقوياء وأغنياء وأذكياء عاشوا ترفهوا أكلوا شربوا تمتعوا ثم طواهم الردى .
قف أمام سوق الحميدية ، وعُدْ بذاكرتك إلى المحلات التي على الصفين قبل ستين عاماً فكل أصحاب هذه المحلات لم يكونوا في هذه المحلات قبل ستّين سنة ، وبعد ستين عاماً في الأعم الأغلب هناك طقم آخر من الناس في هذه المحلات ، البيوت المتنزهات المدن الساحلية ، كان فيها الرومان ، قبلهم الآشوريون الآراميون ، بعدهم العرب المسلمون ، جاء الصليبيون ، جاء المسلمون ما لانهاية ، الله هو الآخر .
قال العلماء : من أدب المؤمن مع هذا الاسم الآخر ، أن يُكثر من ذكر هذا الاسم حتى يتجلى لقلبه نور الظاهر ، وأن يفر من دار الفناء إلى دار البقاء .
وقف أحد الشعر أمام إيوان كسرى ، وله قصيدة في وصف هذا الإيواء ، فأين مصير هذا الإنسان ؟ فاعلم إذًا : لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسانهي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمانوهذه الدار لا تبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شان
ورد في بعض الأدعية : إلهي أنت الآخر لك البقاء ، وأنت الدائم والجموع هباء ، فاجعل لنا قسطاً من نور اسمك الآخر ، فيحيي به الظواهر والسرائر فلا نشهد إلا الباقي بالباقي، ولا نصل إلا إلى مقام العالي الراقي .
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ، له في اسم الأول والآخر ، تعليقات لطيفة جداً .
تقول فلان أول من فلان ، دائماً الأول فيه تفضيل ، فلان أول بالنسبة إلى إنسان آخر ، هذا المعدن أول رتبةً ، الذهب قبل الحديد من حيث القيمة ، دائماً أول فيه تقدما وعلوًّا ومن كلمة أول له فضيلة ، كان أولاً عليه ، يعني سابقًا له .
يقول الإمام الغزالي : " اعلم أن الأول يكون أولاً بالإضافة إلى شيء والآخر يكون آخراً بالإضافة إلى شيء ، وهما متناقضان فلا يتصور أن يكون الشيء الواحد من وجه واحد بالإضافة إلى شيء واحد أولاً وآخراً جميعاً ".
ليس من المعقول أن تكون هذه اليد قبل الكأس ، هي يد واحدة ، وتكون بعدها أيضًا فهذا شيء خلاف المنطق ، شيء مضاف إلى شيء ، وهذا الشيء نفسه مضاف إلى شيء آخر ، إلى الشيء نفسه ، الأول مضاف أول ، والثاني مضاف آخر ، هناك تناقض عقلي ، حل هذا الإشكال بالشكل التالي ؛ قال هما متناقضان فلا يتصور أن يكون الشيء الواحد من وجه واحد بالإضافة إلى شيء واحد أولاً وآخراً ، يعني هذا المسجد هناك في الجهة الشرقية شجرة ، هي قبله ، هي نفسها أيمكن أن تكون بعده ؟ متسحيل هذا يتناقض مع مبدأ الهوية بالمنطق ! شجرة واحدة أول وآخر لا يصح .
فما دام الأول يجب أن يضاف إلى شيء ، والآخر يجب أن يضاف إلى شي فينبغي أن يكون هذا الشيء شيئين ، الأول بالنسبة لكذا وآخر بالنسبة لذلك .
ممكن أن نقول هذا الكأس قبل الكتاب وهذا الشريط بعد الكتاب ، أما هذا الكأس قبل الكتاب وقبل الشريط ممكن ، فإذا إختلف المضاف إليه ممكن أن نجمع بين الأول والآخر ، الكأس بعد الشريط وقبل الكتاب واحد ، أما شيء واحد مضاف مرةً إضافة أولوية ومرة أخروية لمضاف إليه واحد هذا الشيء يرفضه العقل . قالوا : إذا نظرت إلى تركيب الوجود ولاحظت سلسلة الموجودات المرتبة فالله تعالى بالإضافة إليها أول ، إذا نظرت إلى الموجودات الله تعالى أول الموجودات ، إذ الموجودات كلها استفادت الوجود منه ، فالله أوجدها ، فهو أول وأما هو فموجود لذاته ، وما استفاد الوجود من غيره الله عز وجل وجوده ذاتي أما وجود الكون كله يستفاد من وجود الله عز وجل ، فالوجود ليس ذاتياً ، وجود معلول بالموجب أما الله عز وجل وجوده ذاتي ، ومهما نظرت إلى تركيب السلوك .
فهناك أحداث ومسالك ولاحظت مراتب منازل السائرين ، فهو آخر في نهاية المطاف تجد الله أمامك ، إذا أضفنا إلى الموجودات فهو الأول أما إذا أضفنا إلى الحركة فهو الآخر ، نهاية المطاف ، نهاية السعي ، نهاية الحياة ، نهاية كل عمل الله جل جلاله .
إذ هو آخر ما يرتقي إليه العارفون ، وكل معرفة تحصل قبل معرفته فهي مرقاة إلى معرفته ، لذلك قالوا نهاية العلم التوحيد ، مهما تعلمت مهما درست ، نهاية النهاية التوحيد ، وأعلى مرتبة علمية أن تعرف الله فهو آخر بالإضافة إلى السلوك ، بالإضافة إلى الموجودات فهو أول منه المبدأ أولاً وإليه المرجع والمصير آخراً .
هذا المعنى له علاقة بحياتنا ، والإنسان فيهما ، سافر وتاجر وجمع مالاً ، أسس أعمالاً، ونجح ، وتألق مصيره إلى الله : (سورة الغاشية)
إذهب أين شئت : (سورة البقرة) هو الآخر ، يجوز أن تركن لإنسان ، تركن لجهة ، تركن لجماعة تركن لمالك تركن لقوتك ، في النهاية أنت مع الله ، مصيرك إليه . الإمام القشيري يقول : " الأول في وصفه القديم الأزلي ، الذي لا ابتداء له ، والآخر في وصفه بمعنى لا انتهاء له ، ولا انقضاء لوجوده هو الأول بإحسانه ، والآخر بغفرانه ، الأول بالهداية ، والآخر بالرعاية " .
الإمام الرازي يقول : " الأول والآخر ؛ فذكر عدة عبارات منها : الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء ، الأول لعرفان القلوب، والآخر لستر العيوب ، الأول قبل كل شيء ، والآخر بعد كل شيء ، الأول قبل كل شيء بالقدم والأزلية ، والآخر بعد كل شيء بالأبدية والسرمدية ، الأول مبدي كل أول ، والآخر مؤخر كل آخر ، الأول بالوجود والقدم ، والآخر للتوجيه عن الفناء والعدم " .
يعني أينما ذهبت أوغلت في القدم فهو الأول ، وأينما سعيت وتحركت وطرت وغصت وسافرت وتخطيت فهو الآخر ، الإنسان أين ومتى مات فمصيره إلى الله .
الأول بالخلق ، والآخر للرزق ، الأول بلا مطلع ، والآخر بلا مقطع الأول هو الذي ابتدأ بالإحسان ، والآخر هو الذي تفضل بجميل الإحسان الأول بالإسعاد الآخر بالإمداد ، هذه كلها معان فرعية تستفاد من الأول والآخر .
أما أدب المؤمن مع الأول ، أن يكون أول الناس سبقاً بالخير ، كن أول الناس بمعرفة الله ، كن أولهم بطاعته ، كن أولهم بخدمة عباده وآخرهم تعلقاً بهم . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذه الكلمات : " يا كائن قبل أن يكون شيء ، المكون لكل شيء ، والكائن بعد ما لا يكون شيء أسألك بلحظة من لحظاتك ، لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات " .
لحظة من لحظات الله الحافظات الغافرات الراجيات والمنجيات ، الإنسان يكون في مجتمعه ملء السمع والبصر ثم بلحظة واحدة يصبح خبراً .
أيها الإخوة القراء الكرام ، عود على بدء ، ينبغي أن نذكر بعض أسماء الله الحُسنى مثنى مثنى ، الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، والمعز والمذل ، والمعطي والمانع ، والرافع والخافض ، والنافع والضار والقابض والباسط ، لأن الاسم السلبي ، هو من أجل الإيجابي . أحياناً الله عز وجل يفقر ليغني ، يُذِلُّ ليتوب المرء من ذنوبه ثم يعزه أعلى أنواع العز، يفقره ليغنيه ، يحجبه ليقربه ، أحياناً يهينه ليعلي مقامه الإنسان المؤمن صابر على قضاء الله وقدره ، وهو يعتقد اعتقاداً جازماً أن كل شيء في الحقيقة خير
manal kamal
manal kamal
مدير المنتدى
مدير المنتدى

كيف تعرفت على المنتدى ؟ : غير ذلك
تاريخ التسجيل : 19/01/2010

http://wwwalmarefa.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أسماء الله الحسنى و معانيها Empty رد: أسماء الله الحسنى و معانيها

مُساهمة من طرف manal kamal الجمعة مارس 05, 2010 8:00 am

الحميد
هذا الإسم ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم المتعلّقة بأسماء الله الحسنى .وبعد فهذا الاسم مشتق من مادة الحمد ، أما كلمة مادة ، هذه كلمة معجمية .. أي المعجم مؤلَّف من مواد ، فالحمد : حاءٌ ، وميمٌ ، ودالٌ هذه مادة الحمد ، فيها حمد ، ويحمد ، وحامد ، ومحمود ، الحمد ، الحميد ، هذه كلها مشتقات .. فكلمة الحميد مشتقةٌ من مادة الحمد ، والحمدُ نقيض الذم ، تحمده أو تذمُّه ، الحمد متعلق بالكمال ، والذم متعلق بالنقص ، أنت بفطرتك تحمد الكامل وتذم الناقص، فموطن الحمد الكمال وموطن الذم النقص فلأن الله سبحانه وتعالى كامل كمالاً مطلقاً فهو يحمد ولأن الإنسان المنحرف منحرف وناقص فهو يذم ، فالحمد نقيض الذم ، وعلينا أن لا ننسى أن القرآن الكريم كلّه مجموع في الفاتحة ، وأن مطلع الفاتحة : (سورة الفاتحة)إلا أن الحمد لله ربَ العالمين .. الحمد في هذه الأية مفروغٌ منه ولكن بعض الناس ضلّت بهم السّبل فجعلوا الحمد لغير الله تعالى ، وهذا بيان ذلك :إن الإنسان يشرب كأس الماء ، ويأكل الطعام ، ويأوي إلى بيت ، ويلتقي مع أهل بيته ، هذه نعم لا يختلف فيها اثنان على وجه الأرض فالجائع يأكل فيشعر أن الطعام نعمة ، والعطشان يشرب الماء القراح البارد فيرتوي ويشعر أن الماء نعمة ، والمشرد إذا أوى إلى بيته يشعر أن المأوى نعمة ، فهذه النعم لايختلف عليها اثنان على وجه الأرض ولكن أناسًا عزو هذه النعم إلى البقر فعبدوها من دون الله ، وأناسًا عزوها إلى الشمس ، لكن الله سبحانه وتعالى هو صاحب الحمد : وإن الحمدُ هو الشيء الثابت ، والقاسم المشترك ، والشيء الذي لايختلف عليه اثنان .. " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " .المنعم هو الله ، فالحمد نقيض الذم ، وقيل الحمد والشكر لافرق بينهما ، والأصح كما يقول علماء اللغة : أنَّ الإختلاف في المبنى ، دليل الإختلاف في المعنى .. الشكر غير الحمد .قيل : الفرق بين المعنيين ، أن الحمد يكون عن يد وعن غير يد، أما الشكر فلا يكون إلا عن يد .. ما معنى ذلك ؟ أي إذا إنسان أسدى إليك معروفاً ، أنت تشكره ، أما إذا أسدى إنسان إلى إنسانٍ معروفاً فأنت بفطرتك العالية تقدِّرُ هذا المعروف ، فأنت تحمده ، مع أن معروفه لم يصل إليك .فنحن نحمد صاحب اليد ، صاحب الإحسان ، نحمد الكامل ، أصابنا كماله أو لم يصبنا ، ونشكر الذي أكرمنا ، فالشكر متعلق بنعمةٍ وصلت إليك ، أما الحمد متعلق بالإنسان الكامل وصلت إليك نِعمه أو لم تصل . والمعنى الثالث .. قيل : الحمد أعم من الشكر .. الحمد الشعور المتغلغل في أعماق النفس بالإمتنان . حدثني رجل مُحسن ، قال: طفل صغير أصيب بحادث وهو فقير وهذا المحسن أجرى له سبع عشرة عمليةً جراحيَّة إلى أن إستطاع أن يقف على قدميه ، فهذا الطفل الصغير عرف أن هذا الإنسان هو المحسن، فعبَّر عن شكره بشكل لا يوصف لهذا المحسن وهو طفل صغير ، فالأجدر بك أيها الإنسان أن تعرف قدر الله الذي أحسن إليك كل الإحسان .وإني أرجو أن أكون صادقًا فيما أقول : أحياناً تشعر أن كل خلية في جسمك تحمد اللّه عز وجل ، بل أن كل قطرة في دمك تحمدُ اللّه عز وجل ، تحمده على أن أوجدك ، لو لم يوجدك هل لك عنده شيء ؟ أوجدك ، وأمدك ، وهداك إليه ، وأراد أن يسعدك في جنةٍ إلى أبدِ الآبدين لذلك آخرُ دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين .. كما قال تعالى :(سورة يونس)إن لم يكن الحمد متغلغلاً في أعماقِ أعماقِ نفسك ، وإن لم يلهج لسانك بالثناء على اللّه عز وجل فأنت لست مؤمناً ، لأنَّك تقرأُ الفاتحة في اليوم ‍‍‍ أعتقد زهاء مئة مرة ، وفي كل مرة تقول الحمد للّه رب العالمين ، الحمد للّه ربّ العالمين ، فعندما يقرأ الإنسان الفاتحة ويستشعر هذه النعم ، إذ أوجدك ، وهداك إليه .أي عندما أنت تقرأ أنَّ أُناساً في بعض البلاد في شرق آسيا يعبدون الجرذان ، وأنت تعبد اللّه الذي خلق الكون ، وزودك بمنهج ، واضح ، والطريق تعرف نهايته ، تعرف ماذا بعد الموت ، اللّه جلَّ جلاله خلقك ليسعدك ، فالحمد من ألزم لوازم المؤمن .. لذلك قال عليه الصلاة والسلام : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ ضَحِكَ فَقَالَ أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمِمَّ تَضْحَكُ قَالَ عَجِبْتُ لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَهُ مَا يُحِبُّ حَمِدَ اللَّهَ وَكَانَ لَهُ خَيْرٌ وَإِنْ أَصَابَهُ مَا يَكْرَهُ فَصَبَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ أَمْرُهُ كُلُّهُ لَهُ خَيْرٌ إِلا الْمُؤْمِنُ * أحياناً الإنسان يشرب كأس ماء بارد .. كان عليه الصلاة والسلام تعظمُ عنده النعمة مهما دقَّت .. ولا بد من قول الحمد للّه ، طريق سالك ، والكليتان تعملان بانتظام ، والماء موجود فاعتبروا يا أولي الأبصار .أقام إنسان بإحدى دول الخليج لفترة طويلة ، وهي قصة قديمة ، أراد أن يعود إلى بلده أي إلى سوريا لم يكن الطريق كما هو الآن معبد فضل الطريق في الصحراء ، ووجدوه على بعد خمسة كيلو مترات ، وقد مزق بأظافره جلد وجهه من شدة العطش ، ووجدوا زوجته وأولاده في المركبة ميتين .قطرة من الماء تعدل الحياة فأنت تشرب الماء القراح ، فإذا الإنسان شرب كأس من الماء وقال : ولا بد من قول الحمد للّه رب العالمين هذا إيمان .. كان سيدنا عمر مهما أكل حمد الله.. مرةً جاءه رسول من أذربيجان فأراد الرسول أن يتنعَّم بتناول طعام الغداء عند سيدنا عمر - وقد كان خيره - أتأكل مع فقراء المسلمين أم تأكل في بيتي ؟ قال له : في بيتك . فليست هناك نسبة في نظر الضيف بين طعام عمر وطعام فقراء المسلمين ! فإذا في بيته الملح والخبز فقط ، فقراء المسلمين يأكلون اللحم الطيب ، قال : يا أمَّ كلثوم ماذا عندكِ من طعام ؟ قالت : واللّه ما عندنا إلا خبزٌ وملح ، قال : فأكل عمر وضيفه هذا الطعام وقال : الحمد للّه الذي أطعمنا وسقانا .أحياناً إنسان يشكو لي همه ، أقول له : هل لك مأوى تأوي إليه ؟ فيجيب : طبعاً ، هل عندك قوت يومك ؟ فقال : طبعاً فأقول له : أنت إذاً ملك ، لست مضطراً أن تغسل كليتيك ، فيقول : هذا صحيح لست مضطراً أن تغير دسامات قلبك في بريطانيا وتدفع أجرة عملية مليون ليرة، فالسعادة عندما يكون الإنسان في صحة جيدة وعنده قوت يومه .لذلك ذات مرة سأل ملك وزيره وكان ملكًا جبارًا قال له : من الملك ؟ فقال الوزير أنت . فقال له الملك : لا .. الملك هو رجلٌ لا يعرفنا ولا نعرفه له بيت يؤويه ، وزوجة ترضيه ، ودخل يكفيه . هذا هو الملك .النبيّ قال : عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا * استيقظت فوجدت أن أجهزة جسمك سليمة ، قمت من فراشك ، سرت إلى الوضوء توضأت وصليت إذاً أنت ملك ، اللّه عز وجل سمح لك ان تعيش يوماً جديداً ، عافاك في بدنك ، أذن لك أن تذكره وتشكره .أحياناً تجد أثناء آذان الفجر إنسان يغسل سيارته في الساحات العامة ، فهل هذا الوقت وقت غسيل السيارات !! أم وقت ذكر للّه عز وجل ؟ فإنه لا يعرف اللّه ، سيارته وغسيلها أهم عنده من أداء الصلاة .لذلك قيل : ليس الولي الذي يطير في الهواء ولا الذي يمشي على وجه الماء ، ولكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام .. أن يجدكَ حيثُ أمرك ، وأن يفقدك حيثُ نهاك .فالحمد أعم من الشكر .. فالحمد يعني أنّ كيانك ، ذرات جسمك ، خلاياك، قطرات دمائك كلُّها عليها أن تشكر الله سبحانه وتعالى : الحمد ... يجب أن يدخل في كيانك كله ، يجب أن يتغلغل في ذرات جسمك ، في خلاياك ، في قطرات دمك ، لأن وجودك نعمة ، وإمدادك نعمة ، وهدايتك نعمة ، وأنت نعمة من نعم الله عز وجل ، وقد قال الله تعالى : (سورة الرحمن) حتى عندما يصلي الإنسان أيّة فريضة من الصلاة فليحمد الله أن وفّقه لطاعته ، فهذه نعمة .يقول الله عز وجل :(سورة النساء) أي حينما تؤمن وتشكر ، أنت تحقق الهدف من وجودك ، لأن هذا الكون مسخر لكَ تسخيرين ، تسخير تعريف ، وتسخير تكريم ، إنك إن آمنت حققت المعرفة ، وإنك إن شكرت حققت الشكران .الحمد أن ترضى عن الله عز وجل ، وقد قال الله تعالى : (سورة المائدة) يارب هل أنت راض عني . قال له رجل يمشي خلفه : هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له : من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا محمد بن إدريس الشافعي . قال : كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه؟ قال إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله .فالإنسان يجب ألا يتألم من المصيبة ، لعل المصيبة هي الباعث الحثيث إلى الله عز وجل . فإنك لاتكون مؤمناً إلا إذا رأيت أفعال الله كلُّها تستحق أن يحمد عليها ، أحياناً يكون الموسم مطيراً ، والفواكه رخيصة ، والجو لطيف ، أحياناً غلاء ، أو حر شديد ، أو زلزال ، أو فيضان ، أو براكين ، أو يذيق الله بعض الناس بأس بعض ، أفعاله كلها يحمد عليها .وبعد : فالحمد .. هو الرضى ، والحمد هو الجزاء ، والحمد هو قضاء الحق ، أن ترضى وأن تجازي وتكافىء وأن تقضي الحق ، هذا من معاني الحمد .والمحمدة .. الخصلة التي يحمد عليها الإنسان ، وجمع محمدة محامد ، والتحميد .. هو حمد الله عز وجل ، أو كثرة الحمد ، حمد ، يحمد ، تحميداً ، محمد ، محمد صلى الله عليه وسلم ، حمد فعل ثلاثي ، أما حمد فعل رباعي ، مزيد بالتضعيف لقصد المبالغة .هناك إنسان قد يحمد الله على إحدى النعم ، أما إذا حمده .. يحمده على كل النعم ، فحمد تفيد المبالغة ، حمد ، يحمد ، تحميداً ، محمد إسم فاعل ، أما محمد النبي عليه الصلاة والسلام فهو النبي المحمود .والتحميد .. هو حمد الله أو كثرة الحمد ، والحمدلة ، فلان حمدل أي قال : الحمد لله ، سبحل أي قال : سبحان الله ، حوقل أي قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، دَمْعَزَ أي قال : آدام الله عزك ، حيهل أي قال : حي على الفلاح ، هلل أي قال : لا إله إلا الله ، كبر أي قال: الله أكبر ، هذه صيغة النحت في اللغة العربية ، الحمدلَة هي أن تقول الحمد لله رب العالمين .وليعلم كل مؤمن أنّه ... لا بد من الإبتلاء ، فإن ساق الله لهذا الإنسان مصيبةً ، وتلقاها بصبرٍ جميل ، وقال : الحمد لله رب العالمين ، نجح مئة على مئة ، والصبر عند الصدمة الأولى ، لذلك المؤمن لا سمح الله ولا قدر لو أنه ساق الله له مصيبة ، لمجرد أن الله ساقها له يقول : الحمد لله رب العالمين .. نجح .الإمام الرازي يرى أن معنى الحميد وهو اسم الله وهو اسم من اسماء الله الحسنى ، أن الحميد بمعنى حامد ، أي لم يزل سبحانه بثنائهِ على نفسه ، أي يحمد نفسه ، لماذا يحمد نفسه ؟ طبعاً الإنسان لا يحق له أن يحمد نفسه ، لأنه ليس له هذه المرتبة ، والمؤمن لا يتحدث عن نفسهِ أبداً لمادا ؟ سيدنا الصديق مرةً أثنى عليه بعض الأشخاص ، فدعا دعاء رائعاً، قال : اللهم أنت أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيراً مما يقولون ، واغفر لي مالا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون .والإنسان المؤمن الصادق لا يمدح نفسه أبداً ، أي إذا كان فيه كمال ، الناس يمدحونه ، أما أنت فلتتهم نفسك دائماً كلما بالغت في اتهامها كنت موفقاً أكثر ، لكن الله يمدح نفسه ليعرفنا بذاته ، ولكي نصل إليه ، ولكي نقبل عليه ، ولكي نطمع في مغفرته ، ولكي نطمع في عطائه ، ويمدح نفسه كي نطمع في جنته ، فهناك فرق بين الإنسان الضعيف الحادث الفاني الفقير الجاهل لا ينبغي أن يمدح نفسهُ ، ولكن الله حميد بمعنى حامد ، يحمدُ نفسه لخلقهِ ، لكي يعرفوه يحمد نفسه لخلقه ليقبلوا عليه فيسعدوا بإقبالهم ، ويحمد نفسه لخلقه ليتجهوا إليه ، ويحمد نفسه لخلقه لينالوا من عطائه .. قال الله تعالى :(سورة النحل) فمثلا إذا كنت إنسانًا كريمًا جداً ، وكنت بمظهر لا يشير إلى غناك ، وإنسان فقير يتلوى جوعاً ، تجد نفسك مضطراً أن تقول له : أنا معي أطلب ما تشاء فأنا معي . أنت الآن تقول له : أنا معي مال ، فهل هدفك أن تفتخر ؟ لا .. بل أنت تقدم نفسك ليستعين بك ، فهذه حالات نادرة .الإنسان أحياناً يلبس ثيابًا لا تدل على غناه يرى شخصًا يتلوى جوعاً يقول له : أنا معي أطلب ما تشاء معي مبلغ كبير أطلب وسأعطيك فهل هو يفتخر بهذا القول ؟! لا .. بل يعرف هذا الفقير بأنه قادر على عطائه ، فالله عز وجل .. حميد ، أي حامد ، يحمد نفسه لخلقه كي يعرفوه ، وحميد بمعنى محمود ، أي محمودٌ بحمد نفسه وبحمد عباده له ، فالله عز وجل محمود ، يحمده الخلق كله .وقال الإمام الغزالي : " الحميد هو المحمود ، والله تعالى هو الحميد بحمده بنفسه أزلاً وبحمد عباده له أبداً ، من قبل أن يخلق الخلق حمد ذاته، فلما خلق الخلق حمده خلقه ".إذاً هو محمود ، فالحميد بمعنى حامد يحمد نفسه لخلقه ، والحميد بمعنى محمود .قال : " الحميد يرجع هذا الإسم إلى صفات الجلالِ والعلو والكمال منسوباً إلى الله عز وجل " ، الله عز وجل له أسماء جلال ، وأسماء كمال ، وأسماء جمال ، وأسماء قهر ، فالله عز وجل جبار ، قال تعالى:(سورة الأنعام) ومن أسمائه الجميل واللطيف والرحيم ، وهناك أسماء جمال ، وأسماء جلال ، وأسماء قهر .. المتعالي والعزيز والمتكبر ، فهذا الإسم اسم الحميد منسوب إلى أسماء صفات الجلال والعلو والكمال .قالوا الحميد له معنى آخر : " الحميد هو مستوجب الحمد ومستحقه " .إذا دعيت إلى وليمة غداء ، والطعام نفيس جداً ، وعلى المائدة عشرون شخصاً ، بعد أن تنتهي من الطعام تشكر من ؟ تقول للشخص الذي يجلس بجوارك - دايمة - ؟ لا فهذا مدعو مثلك ، أم تبحث عن صاحب الوليمة الذي دعاك وتكلف وجاء بهذا الطعام النفيس ودعاك إليه . فمن حمق الإنسان أن يشكر إنسانا مدعوًا مثله ، من هو المستوجب الحمد في هذه الوليمة ؟ صاحب الدعوة لذلك الإنسان يسأل من الداعي ؟ وعندما ينتهي يقول له : أكل طعامكم الأبرار ، فهذا فيما بين الناس بعضهم بعضا .. فمن الذي يستوجب الحمد وحده ؟ الله جلَّ جلاله لأن كل النعم من عنده .قال العلماء : " هو مستوجب الحمد ومستحقّه ، وهو أهل الثناء بما أثنى على نفسه الذي يحمد على كل حال " .هناك عبارة شهيرة : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه يحمد على كل حال ، يحمد على العطاء وعلى المنع ، وعلى الرفعة ، وعلى الخفض ، وعلى الإعزاز ، وعلى الإزلال يحمد على كلِّ شيء ، وأُذكر أن الله يذل ليعز ، ويضرّ لينفع.وقيل الحميد : " الذي يوفقك لفعل الخيرات ويحمدك عليها ".. هذا معنى دقيق جداً .. يعينك على فعل الخير ويحمدك عليه .إذا أراد ربك إظهار فضله عليك ، خلق الفضل ونسبه إليك . أعطاك مالاً وأعطيت من هذا المال ، وبعد هذا يحمدُك الله على إنفاقك والمال منه . لذلك إذا أراد ربك إظهار فضله عليك ، خلق الفضل ونسبه إليك ، أنت لك الطلب ، يا رب أضرع إليك أن توفقني أن أدعوَ إليك ، فالله تعالى يلهمك ويطلق لسانك ، ويؤلِّف الناس حولك ، يجعل بعض الأفئدة تهوي إليك ، فهذا فضل من الله عز وجل ، فقال الله تعالى :(سورة آل عمران)قال : " الحميد هو الذي يوفقك للخيرات ويحمدك عليها ، ويمحو عنك السيئات ولا يخجلك بذكرها " ، أي ينسيك إياها .. فهل أحدمبرأ من موقف ارتكب فيه غلط في زمانه؟ لو لم ينسه لاحترق كلما ذكره ، ولكنه بعد أيّام ينساه ، فالله عز وجل يُنسيك ويمحو عنك السيئة ، ويغفرها لك ، ثم ينيسك إياها ، من أجل أن تقبل عليه ، هذا هو الحميد ، وقيل " الحميد .. هو الحامد بنفسه ، المحمود بحمده لنفسه ، وبحمد عباده له " .هذا الاسم العظيم ورد في آيات كثيرة .. ورد في سورة البقرة .. قال الله تعالى : (سورة البقرة) قد يقدم إنسان شيئًا يكرهه أو تعافه نفسه لفقير ، فثوابه معدوم ، طعام لم يعد محبب له ، يقدمه إلى فقير ، أما إذا لو قدمت طعامًا نفيسًا أو أكلة محببة عندك لإنسان فقير فالله تعالى يقبل عطاءك ويُثيبك عليه ، قال تعالى : " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ " لا ينسى لك هذا المعروف . يا داوود مرضت فلم تعذني ؟ قال : يا رب ، كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟! قال: مرض عبدي فلان فلم تعده ، أما علمت لو أنك عودَّتَه لوجدتني عنده .أنت عندما تقدم شيئًا نفيسًا لإنسان مؤمن ، فقير ، جائع ، الله عز وجل " غَنِيٌّ حَمِيدٌ " .. يغنيك ، ويحمدك على هذا العمل ، لذلك قال الله تعالى : "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ".وفي سورة هود : (سورة هود) إنّ أيّ إنسان دعا إلى الله ، وبذل وقته ، وماله ، وصحته ، وطاقاته ، لنشر الحقّ ، فهل الله عزَّ وجلَّ يضيِّعه وينساه من فضله ، يسلمه لأعدائه ، يخزيه ؟ قالت خديجة لرسول الله عليه الصلاة والسلام : ما يُخْزِيك الله أبداً .السيدة خديجة أقوى دليل على الفطرة ، أن هذه المرأة التي كانت زوجة النبي عليه الصلاة والسلام ، حينما رأت من النبي الصدق ، والأمانة ، والعفاف ، والطهر ، وخدمة الخلق ، كان عليه الصلاة والسلام يقري الضيف ، يعين الضعيف ، يتصدق ، يعين على نوائب الدهر ، قالت له السيدة خديجة : والله ما يخزيك الله أبداً .تفاءلوا أيها المؤمنون ، النبي كان يحب التفاؤل ، لا يحب التشاؤم ، الله جل جلاله لا يتخلى عن المؤمنين ، لكن يؤدبهم ، يبتليهم ، أما في النهاية يكرمهم ، ويعطيهم ، الآية الكريمة التي يقشعر منها الجل .. قال الله تعالى : (سورة الضحى) معنى ذلك أنك الآن في طور المعالجة ، انتظر " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ".قال الله تعالى : " قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " الله حميد ، ويحمدكم على عملكم ، هو يحمد ، ومحمود كما قلنا حامد ومحمود ، حميد بمعنى حامد أي يحمد ذاته ويحمد خلقه ، إذا خلقه وإذا عباده المؤمنون أعطوا ، بذلوا ، ونصحوا ، وآسروا ، ضحوا ، وإلتزموا ، وصبروا فإن الله يحمدهم ، يحمد نفسه ليعرفوه ، ويحمدهم ليذكروه ، وهو محمود في أفعاله كلها .في سورة إبراهيم قال تعالى :(سورة إبراهيم) هذا الصراط صراط الله عز وجل ، الصراط المستقيم هذا يوصلك إلى العزيز الحميد ، العزيز هو الذي لا ينال جانبه ، العزيز القوي ، العزيز الفرد الواحد الصمد ، العزيز الذي لا إله غيره ، وتشتد الحاجة إليه وتصعب الإحاطة به من معاني العزيز ، عزيز حميد .. دقيق المعنى .. هو عليٌ عظيم وفي الوقت نفسه يكافئ على كل معروف.قد يكون شخص عالي المقام ولعلو مقامه ، ليس لديه وقت ليعرف ماذا حدث معه ، ماذا قدم له ؟... أما ربنا عز وجل على علو مقامه ، وعلى عظمة ذاته ، مع عباده إذا فعلوا معروفاً حمدهم عليه ، عزيز حميد .
manal kamal
manal kamal
مدير المنتدى
مدير المنتدى

كيف تعرفت على المنتدى ؟ : غير ذلك
تاريخ التسجيل : 19/01/2010

http://wwwalmarefa.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أسماء الله الحسنى و معانيها Empty رد: أسماء الله الحسنى و معانيها

مُساهمة من طرف manal kamal الأربعاء أبريل 07, 2010 6:02 am

كم مرة ذكر في القرآن الكريم ؟
ما هي فضائله كما علمنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ؟
ما من يوم يمر بنا إلا ونقرأ سورة الإخلاص سواء في أذكار الصباح والمساء أو في الصلاة أو في الوتر أو غير ذلك,, إلا أنه يؤسفني أن قليلاً منا من يعرف معني أسم الله الصمد !!!
معناه
ذكر أسم الله تعالي الصمد مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الإخلاص وهي مكية وعدد أياتها أربعة وتعددت معاني أسم الله الصمد بين السيد والحي القيوم والنور والذي لا جوف له إلا أن أغلب المفسرين أجتمع علي أن تفسير الأية 2هي
الله الصمد مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام.
تعدل ثلث القرآن
وقد ورد في فضل سورة الإخلاص العديد من الأحاديث وعلي سبيل المثال لا الحصر : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن"(1)
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليله ثلث القرآن؟ "
قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟
قال عليه الصلاة والسلام : "يقرأ (قل هو الله أحد).. يعدل ثلث القرآن" (2)
سبب في دخول الجنة
كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، وكان كلما أفتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به ، أفتتح "قل هو الله أحد",, حتى يفرغ منه ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى ، فأما أن تقرأ بها وأما أن تدعها وتقرأ بأخرى ؟
فقال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت ، وإن كرهتم تركتكم ، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره ، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال صلى الله عليه وسلم : "يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ، وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة"؟
فقال : إني أحبها ,, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حبك إياها أدخلك الجنة"(3)
سبب لقبول الدعاء
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول : "اللهم ! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد"
فقال عليه الصلاة والسلام : "لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" (4)
سبب للشفاء
مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "بسم الله الرحمن الرحيم
أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد من شر ما تجد"
قالها مرارا . (5)
سبب للمغفرة
سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام رجلاً يقول في تشهده : "اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ،
ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم"
فقال صلى الله عليه وسلم: "قد غفر له قد غفر له" .(6)
1- لراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2899
2- الراوي: أبو الدرداء المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 811
3- الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 774
4- الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: ابن حبان - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 456 خلاصة حكم المحدث صحيح
5- الراوي: عثمان بن عفان المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 2/262 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
6- الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: التوسل - الصفحة أو الرقم: 31 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
manal kamal
manal kamal
مدير المنتدى
مدير المنتدى

كيف تعرفت على المنتدى ؟ : غير ذلك
تاريخ التسجيل : 19/01/2010

http://wwwalmarefa.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى