العرب و المسلمون فى عيون الغرب
صفحة 2 من اصل 1
العرب و المسلمون فى عيون الغرب
لطالما تساءل المعنيون بدراسة تلقّي الغرب للثقافة العربية والإسلامية عن سرّ التركيز على الجوانب السلبية وإغفال جوانب إيجابية كثيرة في هذه الثقافة من خلال قراءتها خارج سياقها.
وقد مرت أمريكا - على سبيل المثال - بفترة برزت فيها القيم المستورة، ففي الزمن الغابر للرئيس بوش، لم يعد العربي يرمز إلا لدلالات سلبية ليس أقلها العنف والعدوانية والبشاعة. ولقد تجرّع من عاش في تلك الأيام مرارة الصورة النمطية ودفعنا ثمنها باهظا >
نتفاجأ كيف يرى بعض الأمريكيين أن الثقافة العربية هي ثقافة عجيبة وغريبة ومن الصعب فهمها، في حين نراهم يتفهّمون تقاليد أفريقية شعبية وممارسات وطقوساً غير مألوفة. ونتساءل: ما الذي يجعل المرأة المحجبة أو حتى المنقبة في عيونهم غريبة أو شاذة (weird) بينما المرأة التي تلبس الساري أو السلاسل والخراطيم مقبولة؟ والواقع أن الأمر ليس له علاقة بشكل الملابس ولاجودتها ولا بطريقة لبسها، وإنما بأسلوب تقديم هذه التقاليد الثقافية والأفكار المتعلقة بها والتي يمكن أن يساهم بها أصحاب الثقافة نفسها بدون دراية أو قصد.
فعلى سبيل المثال، فالنظرة للمرأة المنقبة أو المحجبة مربوطة في أحسن حالالتها بالنظر إليها على أنها إنسانة قليلة حيلة لاتعرف شيئًا سوى الأعمال المنزلية التقليدية التي لن تجهد عقلها لكي تفهمها لأنها تربت وهي تشاهد أمها تشتغل في المنزل ولهذا فهي تعمل مثلها وتعيش حياتها على شاكلتها. أما النجاح الأكاديمي والميداني خارج المنزل، فهذا شيء غير معروف عنها. هذا إلى جانب أن بعض الأمريكان الذين أعرفهم كانوا يتوقّعون أن المرأة المنقبة هي سيدة غير اجتماعية ويصرحون بأنهم يتجنّبون الحديث معها أو مساعدتها في الفصل خوفًا منها أو خوفًا من مضايقتها، فتُترك هذه السيدة بلارفيقات، والكل يهرب منها حينما تسير في حرم الجامعة. ومن هنا فإن هذه السيدة بدون قصد منها ترسم صورة يراها بعض الغربيين وكأنها تشبه «الإرهابيين» الذين تعرض صورهم قناة فوكس نيوز كل لحظة، وقد رسخت ذلك من خلال سلوكها الذي وجدوه غير مألوف لهم، ولهذا فهو غير طبيعي في نظرهم.
وهناك أيضًا فكرة أن العرب والمسلمين شعوب غير نظيفة ولهم رائحة كريهة لأن طعامهم مليء بالبهارات القوية. وهذا رأي عجيب للغاية على البعض لأننا اعتدنا أن نقول إن الشعوب الغربية قذرة على اعتبار أن النظافة في نظرنا لاتأتي إلا من الدين الإسلامي، ولكن الفكرة ذاتها موجودة لدى البعض ضد عرقنا. وهناك من يعتقد بأن العرب والمسلمين يُربّون أطفالهم مثل مايربّون بهائمهم وأن المرأة دائمًا معنفة ومستضعفة وحقوقها ضائعة، وأن الرجل هو دائمًا معتوه وشهواني ولايحترم العلاقة الزوجية ويتلذذ بالتنكيل بزوجته وأطفاله.
وهذه الأفكار النمطية المغلوطة عن العرب والمسلمين كثيرة ولامجال لحصرها، ولكن ما الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة خاصة وأن علاقتنا بالغرب مهمة وقائمة ومستمرة ولا سبيل لنا إلا المضي فيها ومحاولة بذل المجهود لتصحيحها؟
ومما يصب في هذا الاتجاه مسلسل كوميدي كندي يمكن ترجمته ب «مسجد صغير في البستان» (Little Mosque on the Prairie) يعرض في معظم المحطات الكندية الوطنية متناولا حياة المسلمين وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض ومع غيرهم، بأسلوب محبب إلى النفس الغربية وبشكل مبسط وبعيد عن التعقيد ، كما يعرض نماذج مشرقة من المجتمع الإسلامي الكندي؛ فهناك المسلمة المحجبة الطبيبة، وهناك المسلمة المحجبة صاحبة المطعم، وهناك الإمام الشاب المثقف ، وغيرهم من الصور البعيدة عن النمطية السلبية التي اعتاد الغربيون على رؤية المسلمين من خلالها.
والجميل في هذا المسلسل أنه مصوّر بشكل محترف، فالمسلم يتكلم ويضحك ويطلق الدعابات والنكت، ويظهر بشكل طبيعي يخلو من التصنع فهو يعيش حياة أسرية مترابطة ويعمل ويتفوق ويحلم، وفي الوقت نفسه يفشل ويبكي ويخاف ويتألم. وفي المحصلة يظهر المسلم على أنه إنسان طبيعي لطيف ومسالم وحسن المعشر ويمكن التعامل معه مثله مثل غيره من بني البشر.
وقد مرت أمريكا - على سبيل المثال - بفترة برزت فيها القيم المستورة، ففي الزمن الغابر للرئيس بوش، لم يعد العربي يرمز إلا لدلالات سلبية ليس أقلها العنف والعدوانية والبشاعة. ولقد تجرّع من عاش في تلك الأيام مرارة الصورة النمطية ودفعنا ثمنها باهظا >
نتفاجأ كيف يرى بعض الأمريكيين أن الثقافة العربية هي ثقافة عجيبة وغريبة ومن الصعب فهمها، في حين نراهم يتفهّمون تقاليد أفريقية شعبية وممارسات وطقوساً غير مألوفة. ونتساءل: ما الذي يجعل المرأة المحجبة أو حتى المنقبة في عيونهم غريبة أو شاذة (weird) بينما المرأة التي تلبس الساري أو السلاسل والخراطيم مقبولة؟ والواقع أن الأمر ليس له علاقة بشكل الملابس ولاجودتها ولا بطريقة لبسها، وإنما بأسلوب تقديم هذه التقاليد الثقافية والأفكار المتعلقة بها والتي يمكن أن يساهم بها أصحاب الثقافة نفسها بدون دراية أو قصد.
فعلى سبيل المثال، فالنظرة للمرأة المنقبة أو المحجبة مربوطة في أحسن حالالتها بالنظر إليها على أنها إنسانة قليلة حيلة لاتعرف شيئًا سوى الأعمال المنزلية التقليدية التي لن تجهد عقلها لكي تفهمها لأنها تربت وهي تشاهد أمها تشتغل في المنزل ولهذا فهي تعمل مثلها وتعيش حياتها على شاكلتها. أما النجاح الأكاديمي والميداني خارج المنزل، فهذا شيء غير معروف عنها. هذا إلى جانب أن بعض الأمريكان الذين أعرفهم كانوا يتوقّعون أن المرأة المنقبة هي سيدة غير اجتماعية ويصرحون بأنهم يتجنّبون الحديث معها أو مساعدتها في الفصل خوفًا منها أو خوفًا من مضايقتها، فتُترك هذه السيدة بلارفيقات، والكل يهرب منها حينما تسير في حرم الجامعة. ومن هنا فإن هذه السيدة بدون قصد منها ترسم صورة يراها بعض الغربيين وكأنها تشبه «الإرهابيين» الذين تعرض صورهم قناة فوكس نيوز كل لحظة، وقد رسخت ذلك من خلال سلوكها الذي وجدوه غير مألوف لهم، ولهذا فهو غير طبيعي في نظرهم.
وهناك أيضًا فكرة أن العرب والمسلمين شعوب غير نظيفة ولهم رائحة كريهة لأن طعامهم مليء بالبهارات القوية. وهذا رأي عجيب للغاية على البعض لأننا اعتدنا أن نقول إن الشعوب الغربية قذرة على اعتبار أن النظافة في نظرنا لاتأتي إلا من الدين الإسلامي، ولكن الفكرة ذاتها موجودة لدى البعض ضد عرقنا. وهناك من يعتقد بأن العرب والمسلمين يُربّون أطفالهم مثل مايربّون بهائمهم وأن المرأة دائمًا معنفة ومستضعفة وحقوقها ضائعة، وأن الرجل هو دائمًا معتوه وشهواني ولايحترم العلاقة الزوجية ويتلذذ بالتنكيل بزوجته وأطفاله.
وهذه الأفكار النمطية المغلوطة عن العرب والمسلمين كثيرة ولامجال لحصرها، ولكن ما الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه المشكلة خاصة وأن علاقتنا بالغرب مهمة وقائمة ومستمرة ولا سبيل لنا إلا المضي فيها ومحاولة بذل المجهود لتصحيحها؟
ومما يصب في هذا الاتجاه مسلسل كوميدي كندي يمكن ترجمته ب «مسجد صغير في البستان» (Little Mosque on the Prairie) يعرض في معظم المحطات الكندية الوطنية متناولا حياة المسلمين وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض ومع غيرهم، بأسلوب محبب إلى النفس الغربية وبشكل مبسط وبعيد عن التعقيد ، كما يعرض نماذج مشرقة من المجتمع الإسلامي الكندي؛ فهناك المسلمة المحجبة الطبيبة، وهناك المسلمة المحجبة صاحبة المطعم، وهناك الإمام الشاب المثقف ، وغيرهم من الصور البعيدة عن النمطية السلبية التي اعتاد الغربيون على رؤية المسلمين من خلالها.
والجميل في هذا المسلسل أنه مصوّر بشكل محترف، فالمسلم يتكلم ويضحك ويطلق الدعابات والنكت، ويظهر بشكل طبيعي يخلو من التصنع فهو يعيش حياة أسرية مترابطة ويعمل ويتفوق ويحلم، وفي الوقت نفسه يفشل ويبكي ويخاف ويتألم. وفي المحصلة يظهر المسلم على أنه إنسان طبيعي لطيف ومسالم وحسن المعشر ويمكن التعامل معه مثله مثل غيره من بني البشر.
مواضيع مماثلة
» عشر سنوات على أحداث 11 من سبتمبر ما الذى يجب أن يتحلى به العرب و المسلمون؟
» أفضل ماصنعه الغرب للاسلام
» عيون باكية
» أساليب الإخوان المسلمون لإستغفال المجتمعات الدوليه و المحليه
» رابط قد تحتاجه يوما ما
» أفضل ماصنعه الغرب للاسلام
» عيون باكية
» أساليب الإخوان المسلمون لإستغفال المجتمعات الدوليه و المحليه
» رابط قد تحتاجه يوما ما
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى