احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عدل سابقا من قبل manal kamal في الأحد فبراير 13, 2011 7:27 am عدل 2 مرات
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
موجات العنف القادمة في العالم العربي لن يكون منشؤها الإرهاب بل سيكون الدافع الأول فيها هو الدافع الاجتماعي والسوشيوبولوتيكال.
سيتلاشى الإرهاب ولو بعد حين لأنه مسخ لاينتمي إلى دين ولا منطق، ولكن ذلك لايعني الاستقرار بل سيخرج إلى السطح عنف من نوع جديد يجتاح العالم العربي يكون دافعه الأول اجتماعيا وسياسيا. إن إهمال أي منطقة من الوطن، والتضييق على الحريات يُضعفان الولاء للوطن ويدفعان الناس للبحث عن الحلول حتى في الخارج. وهذه ليست عبارة فارغة فالدليل موجود في دارفور والعراق وجنوب لبنان التي وجدت في الصديق الخارجي ملاذا من أعداء الداخل.
ومن هنا تأتي أهمية استيعاب هذه الدروس وتفاديها في مصر ودول الخليج والشام.
إن بؤر الصراع تبدأ في الأجزاء المهملة من البلد.
إن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الإهمال ليس منشؤه الفقر ولا قلة إمكانات البلد، ولكن الفساد يسلب الأوطان مقوماتها ويكدسها حيث المحسوبيات والمجاملات. الفساد الذي أخرج مئات "المليارديرية" وقضى على الطبقة الوسطى.
بعض البلاد العربية تعيش العنف وتحاول أن تعالجه - خطأ - بالقوة مما يعني قتل مواطنين وخراباً وفوضى.
وبعض البلاد ترى أن الحل في زيادة رواتب أو بدلات هنا وبدلات هناك.
الحقيقة أن الحل أكبر من ذلك بكثير.
الحل يتطلب إصلاحات كبيرة وجرأة سياسية..
لابد من تفعيل دور المؤسسات الرقابية ومعاقبة عراب الفساد.
إيجاد بيئة وطنية صحية تتكافأ فيها الفرص بين أبناء الوطن الواحد.
العدالة في التنمية ومراجعة ماتحقق وإنصاف المظلومين.
توفير حاجات المواطن الأساسية كالسكن والتعليم والأمان والصحة.
إعطاء مساحة للحرية لنقد التعثر في التنمية وفضح الفساد، فقد استفاد المتنفذون من كتم الحريات وتحركوا بحرية تامة.
لقد سمعنا الكثير ولكننا بحاجة إلى أن نلمس نتائج نطمئن إليها.
الوطن وطن الجميع، ولا يمكن أن يزايد أحد على المواطنة.
أتمنى أن يكون وطني رائدا في عملية التغيير الإيجابية بعيداً عن فوضى العنف.
سيتلاشى الإرهاب ولو بعد حين لأنه مسخ لاينتمي إلى دين ولا منطق، ولكن ذلك لايعني الاستقرار بل سيخرج إلى السطح عنف من نوع جديد يجتاح العالم العربي يكون دافعه الأول اجتماعيا وسياسيا. إن إهمال أي منطقة من الوطن، والتضييق على الحريات يُضعفان الولاء للوطن ويدفعان الناس للبحث عن الحلول حتى في الخارج. وهذه ليست عبارة فارغة فالدليل موجود في دارفور والعراق وجنوب لبنان التي وجدت في الصديق الخارجي ملاذا من أعداء الداخل.
ومن هنا تأتي أهمية استيعاب هذه الدروس وتفاديها في مصر ودول الخليج والشام.
إن بؤر الصراع تبدأ في الأجزاء المهملة من البلد.
إن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الإهمال ليس منشؤه الفقر ولا قلة إمكانات البلد، ولكن الفساد يسلب الأوطان مقوماتها ويكدسها حيث المحسوبيات والمجاملات. الفساد الذي أخرج مئات "المليارديرية" وقضى على الطبقة الوسطى.
بعض البلاد العربية تعيش العنف وتحاول أن تعالجه - خطأ - بالقوة مما يعني قتل مواطنين وخراباً وفوضى.
وبعض البلاد ترى أن الحل في زيادة رواتب أو بدلات هنا وبدلات هناك.
الحقيقة أن الحل أكبر من ذلك بكثير.
الحل يتطلب إصلاحات كبيرة وجرأة سياسية..
لابد من تفعيل دور المؤسسات الرقابية ومعاقبة عراب الفساد.
إيجاد بيئة وطنية صحية تتكافأ فيها الفرص بين أبناء الوطن الواحد.
العدالة في التنمية ومراجعة ماتحقق وإنصاف المظلومين.
توفير حاجات المواطن الأساسية كالسكن والتعليم والأمان والصحة.
إعطاء مساحة للحرية لنقد التعثر في التنمية وفضح الفساد، فقد استفاد المتنفذون من كتم الحريات وتحركوا بحرية تامة.
لقد سمعنا الكثير ولكننا بحاجة إلى أن نلمس نتائج نطمئن إليها.
الوطن وطن الجميع، ولا يمكن أن يزايد أحد على المواطنة.
أتمنى أن يكون وطني رائدا في عملية التغيير الإيجابية بعيداً عن فوضى العنف.
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
من نافلة القول إن مستقبل مصر يؤثر في مستقبل العرب أجمعين. ما يصيب مصر من الخير يصيب العرب وما يحيق بها من شر يحيق بالعرب كذلك. لذا فخوفنا على مصر هو جزء من خوفنا على أنفسنا وعلى مستقبل أمتنا.
مصر اليوم تمر بلحظة دقيقة. هذه اللحظة ستفرز، حتما، تحولا مفصليا في مسار الحياة السياسية في مصر والمنطقة. في تصوري الشخصي، إن مصر ستخرج من هذه الأزمة أقوى وأصلب عودا. إلا أن السؤال هو كم من الوقت تحتاج مصر لتضميد جراحها واستعادة قواها؟
والجواب على ذلك يعتمد على المدى الذي سيصله التغيير فيها. فتغييرٌ يهدم المعبد على رؤوس من فيه ويبدأ من الصفر سيحتاج إلى وقت أطول لاستكمال التعافي. أما التغيير العقلاني الذي تحركه المصلحة الوطنية العليا، لا الانتقام، فغمته، بإذن الله، لن تطول.
وبغض النظر عن استمرار الرئيس مبارك في سدة الرئاسة من عدمه، إلا أنني أرى في التغيير القادم ثلاثة أمور لافتة. الأول هو أنه من المؤسف أن تقدم بعض الأطراف الانتهازية في المعارضة على تشويه تاريخ الرجل رغم انه لم يكن لها أي فضل في تحرك شباب مصر، وإن حاولت، فيما بعد، ركوب الموجة في محاولة لتوجيهها للوجهة التي تناسب مصالحها.
أما الأمر الثاني فهو أن أطرافا إقليمية عدة ناصبت نظام الرئيس مبارك العداء واستهدفته عبر وسائل إعلامها، بل وحرضت عليه أحزابا وحركات للانتقاص من هيبته وسرقة دوره وزعزعة ثقة المصريين فيه. وعندما وقعت الأزمة الحالية جلبت عليه بخيلها وأظهرت تشفيا شديدا به.
هذه الأطراف الخارجية ستكون الخاسر الأكبر فيما جرى. إذ عليها، الآن، أن تستعد لعودة مصر للساحة من جديد، ومشاركتها، حد الاشتباك، مع كل القوى الإقليمية التي تمكنت من توسيع نفوذها على حساب الدور المصري. ملفات كثيرة افتقدت الدور المصري، لعل أبرزها تلك التي تنشط فيها القاهرة تاريخيا كالملف السوداني والملف الفلسطيني، فضلا عن دورها في مواضع أخرى في الإقليم كلبنان واليمن والجزائر وغيرها.
أما الأمر الثالث فهو انه رغم أن كثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة التي توصي بمصر خيرا وتشرفها بذكرها في القرآن الكريم خمس مرات إلا أن المصريين عانوا لقرون من العبارة المنسوبة، زورا، لعمرو بن العاص رضي الله عنه عندما زعم البعض بأنه وصفهم بأن الطبل يجمعهم والعصا تفرقهم. اليوم، أثبت المصريون بحق زور تلك العبارة.
مصر اليوم تمر بلحظة دقيقة. هذه اللحظة ستفرز، حتما، تحولا مفصليا في مسار الحياة السياسية في مصر والمنطقة. في تصوري الشخصي، إن مصر ستخرج من هذه الأزمة أقوى وأصلب عودا. إلا أن السؤال هو كم من الوقت تحتاج مصر لتضميد جراحها واستعادة قواها؟
والجواب على ذلك يعتمد على المدى الذي سيصله التغيير فيها. فتغييرٌ يهدم المعبد على رؤوس من فيه ويبدأ من الصفر سيحتاج إلى وقت أطول لاستكمال التعافي. أما التغيير العقلاني الذي تحركه المصلحة الوطنية العليا، لا الانتقام، فغمته، بإذن الله، لن تطول.
وبغض النظر عن استمرار الرئيس مبارك في سدة الرئاسة من عدمه، إلا أنني أرى في التغيير القادم ثلاثة أمور لافتة. الأول هو أنه من المؤسف أن تقدم بعض الأطراف الانتهازية في المعارضة على تشويه تاريخ الرجل رغم انه لم يكن لها أي فضل في تحرك شباب مصر، وإن حاولت، فيما بعد، ركوب الموجة في محاولة لتوجيهها للوجهة التي تناسب مصالحها.
أما الأمر الثاني فهو أن أطرافا إقليمية عدة ناصبت نظام الرئيس مبارك العداء واستهدفته عبر وسائل إعلامها، بل وحرضت عليه أحزابا وحركات للانتقاص من هيبته وسرقة دوره وزعزعة ثقة المصريين فيه. وعندما وقعت الأزمة الحالية جلبت عليه بخيلها وأظهرت تشفيا شديدا به.
هذه الأطراف الخارجية ستكون الخاسر الأكبر فيما جرى. إذ عليها، الآن، أن تستعد لعودة مصر للساحة من جديد، ومشاركتها، حد الاشتباك، مع كل القوى الإقليمية التي تمكنت من توسيع نفوذها على حساب الدور المصري. ملفات كثيرة افتقدت الدور المصري، لعل أبرزها تلك التي تنشط فيها القاهرة تاريخيا كالملف السوداني والملف الفلسطيني، فضلا عن دورها في مواضع أخرى في الإقليم كلبنان واليمن والجزائر وغيرها.
أما الأمر الثالث فهو انه رغم أن كثيرا من الأحاديث النبوية الشريفة التي توصي بمصر خيرا وتشرفها بذكرها في القرآن الكريم خمس مرات إلا أن المصريين عانوا لقرون من العبارة المنسوبة، زورا، لعمرو بن العاص رضي الله عنه عندما زعم البعض بأنه وصفهم بأن الطبل يجمعهم والعصا تفرقهم. اليوم، أثبت المصريون بحق زور تلك العبارة.
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
أزمة إعلام وأزمة مهنية حقيقية حتى للقنوات المعتدلة، فالمتابع يجد أن هذه القنوات تسمح بالرأي الأحادي، وكأن الأزمة مسيّسة في اتجاه واحد فقط أو كما يقول العقلاء إن مصر ٨٢ مليوناً وليسوا مليوناً واحداً!
تختار كل قناة محللا سياسيا، أو معلقا يتناسب مع سياستها أولاً، ويقول ما يفترض أن تسمح به القناة ولذلك هناك بعض المحللين لا يظهرون في قنوات، ويظهرون في أخرى عكس آخرين، لأن السياسة في النهاية أو سياسة القناة هي التي تحكم من يظهر ومن لا يظهر.
المذهل أن المذيعات والمذيعين تدربوا على طريقة مقاطعة الضيف الذي لا تتفق آراؤه مع خط القناة حتى وإن كان منطقياً، مقاطعة قوية ومحاولة متواصلة تم إجادتها لوضع حديثه، أو تسييره إلى الخط الذي تنطلق منه القناة وليس توجهه هو أو قناعاته، وأحياناً يفاجأ بمفردات ونقل إلى طريق لم يكن مستعداً لها وإن لم يتجاوب يغلق الخط في وجهه، أو يهمش إن كان في الاستديو وتسفه آراؤه!
نحن أمام إعلام مبالغ فيه، ومدعٍ، ويحاول أن يفتح الآفاق التي يريدها فقط، ويلهم مشاهديه بما يريد من تفاصيل الصورة المفترضة وليس الصورة الحقيقية.
إعلام يتمحور حول الصورة وليس خلفها. يحاول أن لا يكترث بجماعية المشاهد لأنه يعتقد أنه الأكثر فهماً لما يجري، وأن هذه المواجهات على الهواء هي الأمور المطلوبة وبالتالي لابد أن تتقيد بمرئيات القناة، والوقت المتاح والمطلوب أيضاً، لتصل إلى المشاهد العادي بوعيه البسيط وميوله الثأرية أحياناً من كل ما يجري حوله!
لستُ ضد أي قناة، ولا يتراءى لي إعلام دون قنوات ناقلة للحدث لكن لابد أن تكون ضمن أطر مهنية حقيقية، تتجاوز الصوت العالي وتكريس ملامح ايدلوجية واحدة، وتجاهل الصوت الآخر، والمتشبثة بالحرية المزيفة التي تفتح قفصاً للطيور لتغادر، وتقفل الآخر، مهنية تحترم الطرف الآخر مثلها مثل القنوات الأجنبية BBC- CNN وغيرهما والتي تكرست من خلال أخذ المزيد من قواعد الإعلام ومعاييره، واستنطاق مفهوم احترام كل الآراء، ونقل الصورة دون محاولة الهيمنة على ملامحها، أو إعادة تدويرها بعد عرضها بواقع مرئي فقط من القناة.
نحن بحاجة ماسة إلى إعلام ناهض ومحايد لا يستنهض فقط الغرائز والكراهية، ومحاولة تجاوز الحقائق ، إعلام يسعى إلى تحديد العلامة الفاصلة بين التنوير والمعرفة، وبين نقطة دخول التاريخ عن طريق مواجهات مفتوحة ومسمومة!
تختار كل قناة محللا سياسيا، أو معلقا يتناسب مع سياستها أولاً، ويقول ما يفترض أن تسمح به القناة ولذلك هناك بعض المحللين لا يظهرون في قنوات، ويظهرون في أخرى عكس آخرين، لأن السياسة في النهاية أو سياسة القناة هي التي تحكم من يظهر ومن لا يظهر.
المذهل أن المذيعات والمذيعين تدربوا على طريقة مقاطعة الضيف الذي لا تتفق آراؤه مع خط القناة حتى وإن كان منطقياً، مقاطعة قوية ومحاولة متواصلة تم إجادتها لوضع حديثه، أو تسييره إلى الخط الذي تنطلق منه القناة وليس توجهه هو أو قناعاته، وأحياناً يفاجأ بمفردات ونقل إلى طريق لم يكن مستعداً لها وإن لم يتجاوب يغلق الخط في وجهه، أو يهمش إن كان في الاستديو وتسفه آراؤه!
نحن أمام إعلام مبالغ فيه، ومدعٍ، ويحاول أن يفتح الآفاق التي يريدها فقط، ويلهم مشاهديه بما يريد من تفاصيل الصورة المفترضة وليس الصورة الحقيقية.
إعلام يتمحور حول الصورة وليس خلفها. يحاول أن لا يكترث بجماعية المشاهد لأنه يعتقد أنه الأكثر فهماً لما يجري، وأن هذه المواجهات على الهواء هي الأمور المطلوبة وبالتالي لابد أن تتقيد بمرئيات القناة، والوقت المتاح والمطلوب أيضاً، لتصل إلى المشاهد العادي بوعيه البسيط وميوله الثأرية أحياناً من كل ما يجري حوله!
لستُ ضد أي قناة، ولا يتراءى لي إعلام دون قنوات ناقلة للحدث لكن لابد أن تكون ضمن أطر مهنية حقيقية، تتجاوز الصوت العالي وتكريس ملامح ايدلوجية واحدة، وتجاهل الصوت الآخر، والمتشبثة بالحرية المزيفة التي تفتح قفصاً للطيور لتغادر، وتقفل الآخر، مهنية تحترم الطرف الآخر مثلها مثل القنوات الأجنبية BBC- CNN وغيرهما والتي تكرست من خلال أخذ المزيد من قواعد الإعلام ومعاييره، واستنطاق مفهوم احترام كل الآراء، ونقل الصورة دون محاولة الهيمنة على ملامحها، أو إعادة تدويرها بعد عرضها بواقع مرئي فقط من القناة.
نحن بحاجة ماسة إلى إعلام ناهض ومحايد لا يستنهض فقط الغرائز والكراهية، ومحاولة تجاوز الحقائق ، إعلام يسعى إلى تحديد العلامة الفاصلة بين التنوير والمعرفة، وبين نقطة دخول التاريخ عن طريق مواجهات مفتوحة ومسمومة!
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
مصر متحف الدنيا على الأرض ، ومصر الثقافة والعروبة ، مصر جمال النيل ورقته ، وهدوءه وهو يمر متهادياً كعاشق يمسّد شعر حبيبته تحت ضوء القمر ويقول لها شعرا.
مصر الجمال ، والنكته الطرية كرغيف الخبز . وهذا الرغيف الذي يمزج بقشطة بلدها وعسلها الأسود .
مصر التي علمتنا الكثير من الأبجديات ، وعقدت في دواخلنا ثمارا متأهبة للمعرفة .
كان انفجار البركان ، هادئا في البداية ، كما دوزنة لموال طويل حزين ، لكن سرعان ما تكسرت الآلات وهرب العازفون وبقي الجمهور غاضبا يكسر كل شيء. وتكسر قلوبنا عندما انطلق أشرار ليسرقوا مصر التراث ويشوهوا الحلم والمستقبل ..
إذا كان التحصين هو من أهم مكافحة الأمراض للإنسان الفرد ، فهو اشد أهمية للشعب ككل ، ولعل أهم شيء للتحصين الشعبي هو حفظ كرامة البشر ، وهذا الحفظ نصت عليه كل القوانين والنواميس الدينية والدنيوية ، ومن ذلك توفير سبل الحياة ورفع الذل ، وذلك عن طريق العمل والعلم ومكافحة الأوبئة والأمراض . ولعل تأمين القوت اليومي هو أول قطرة في بحر السلامة .
وحتى لا يُكسر ظهر الوطن علينا بحماية هذا الظهر ، وما حماية هذا الظهر إلا بحماية كل فقراته ، وأهم فقرة هم بناة الوطن ، وهم الذين يشكلون القوة الحقيقية له . ولعل الهواء النقي، والبيئة الصالحة هما اللذان يساعدان على نضوج الغرس نضوجا جيدا ، الشمس هي عامل وقاية وتطهير ، وعامل الشمس هو عالم الوضوح وحرية هذا الوضوح بوصول المعلومة اولا بأول ، واختيار القادة الذين يعرفون كيف يتخذون القرارات الصائبة في الوقت المناسب . ..
الوقاية خير من العلاج لأن العلاج سيكون مكلفا جدا وباهظا خاصة عندما تضطرم النيران وتحتاج لتدخل كي يتم إطفاؤها . والاستعانة بمطافئ الدول الأخرى له ثمنه الكبير .
( إن النار من مستصغر الشرر ). فترك الشرارات تتوالد عشوائيا وفي كل مكان هو ما يجعلها تضطرم ، فعدم الاهتمام لها تماما مثل النفخ عليها .
مصر الجمال ، والنكته الطرية كرغيف الخبز . وهذا الرغيف الذي يمزج بقشطة بلدها وعسلها الأسود .
مصر التي علمتنا الكثير من الأبجديات ، وعقدت في دواخلنا ثمارا متأهبة للمعرفة .
كان انفجار البركان ، هادئا في البداية ، كما دوزنة لموال طويل حزين ، لكن سرعان ما تكسرت الآلات وهرب العازفون وبقي الجمهور غاضبا يكسر كل شيء. وتكسر قلوبنا عندما انطلق أشرار ليسرقوا مصر التراث ويشوهوا الحلم والمستقبل ..
إذا كان التحصين هو من أهم مكافحة الأمراض للإنسان الفرد ، فهو اشد أهمية للشعب ككل ، ولعل أهم شيء للتحصين الشعبي هو حفظ كرامة البشر ، وهذا الحفظ نصت عليه كل القوانين والنواميس الدينية والدنيوية ، ومن ذلك توفير سبل الحياة ورفع الذل ، وذلك عن طريق العمل والعلم ومكافحة الأوبئة والأمراض . ولعل تأمين القوت اليومي هو أول قطرة في بحر السلامة .
وحتى لا يُكسر ظهر الوطن علينا بحماية هذا الظهر ، وما حماية هذا الظهر إلا بحماية كل فقراته ، وأهم فقرة هم بناة الوطن ، وهم الذين يشكلون القوة الحقيقية له . ولعل الهواء النقي، والبيئة الصالحة هما اللذان يساعدان على نضوج الغرس نضوجا جيدا ، الشمس هي عامل وقاية وتطهير ، وعامل الشمس هو عالم الوضوح وحرية هذا الوضوح بوصول المعلومة اولا بأول ، واختيار القادة الذين يعرفون كيف يتخذون القرارات الصائبة في الوقت المناسب . ..
الوقاية خير من العلاج لأن العلاج سيكون مكلفا جدا وباهظا خاصة عندما تضطرم النيران وتحتاج لتدخل كي يتم إطفاؤها . والاستعانة بمطافئ الدول الأخرى له ثمنه الكبير .
( إن النار من مستصغر الشرر ). فترك الشرارات تتوالد عشوائيا وفي كل مكان هو ما يجعلها تضطرم ، فعدم الاهتمام لها تماما مثل النفخ عليها .
عدل سابقا من قبل manal kamal في الجمعة فبراير 18, 2011 9:36 am عدل 2 مرات
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
الأحزاب السياسية المصرية أحزاب ضعيفة جدا وليس لها حضور نشط في الشارع المصري، وشرعيتها الوحيدة تكمن في ترخيصها المهني من لجنة الأحزاب في مجلس الشورى لمزاولة العمل السياسي ، 24 حزبا ظل زعماؤها في آخر الصف السياسي، فإذا خرجت جماعة كفاية للتظاهر ضد عملية التوريث للحكم في مصر ، خلا المشهد العام للمظاهرة من حضورهم الحي وإن علا صوت الغضب في الشارع، اتجهوا بانتهازية إلى بعض الصحف يتسولوها لنشر تصريحات تساند غضب الشارع، وفي كثير من المحاولات المتسولة لا يكسبون إلا ما كسب المتسول، فتات يدفعه إلى الاستمرار في عمله المذل، هذه الحالة المزرية للأحزاب السياسية في مصر مسؤول عنها جزئيا السلطة السياسية في مصر ليس عن طريق القمع ، ولكن عن طريق المال السياسي ، والسلطة لم تكن بهذا السلوك هي التي أفسدت صلاح ضمائرهم السياسية ، ولكنها عرفت الطريق المختصر والمفيد للوصول للضمائر الفاسدة، وبعض الأحزاب لم يكتف بمال السلطة بل توجه للخارج للبحث عن تمويل منازلهم وجيوبهم وليس برامجهم السياسية ، وبهذا أصبح العمل الحزبي بمصر "سبوبة" بالتعبير المصري وليس اقتناعاً بمبادئ ونضال وتضحية... في وسط هذا الإفلاس السياسي انطلقت عربة التغيير في مصر محملة بحزمة مطالب مشروعة، وبدلا من أن توزع عربة التغيير مبادئ وأخلاقيات التحول الديمقراطي ، نثرت مجموعة كبيرة من المصالح والأطماع التي أغرت الباحثين عن السبوبة لقضم قطعة كبيرة منها، فالمجموعة الحزبية التي عرفت في السابق المكاسب من الاقتراب من السلطة توافق ولا توافق على الحوار مع السلطة ، والتي حرمها النظام في السابق من المنافع مثل جماعة الإخوان وجماعة البرادعي، ليس لها مطلب إلا تنحية الرئيس مبارك ، ومن المفارقة العجيبة في أحداث مصر أن مطلب واشنطن تطابق تماما مع جماعة الإخوان والبرادعي ، وهو تطابق يثير القلق والخوف على استقرار مصر والمنطقة بكاملها، وهذا تخوف مشروع في ظل معرفة مدى مصداقية واشنطن في ترسيخ مبادئ الديمقراطية في المنطقة ، فهي التي لم تعترف بنتائج صناديق الاقتراع في فلسطين عندما فازت بها حماس بحجة الحفاظ على الأمن، وهي كذلك التي أيدت مع طهران نوري المالكي للقفز على سدة الحكم في العراق وتنحية الدكتور علاوي بأغلبيته المشروعة، فهل هذا سلوك دولة -تمتلك القوة والسيطرة – تسعى بإخلاص لتحقيق الديمقراطية في المنطقة أم الفوضى ؟ ! فمثل ماكانت تبحث عن الاستقرار في العراق وفلسطين عن طريق رفضها لنتائج الديمقراطية ، فالقيادة المصرية تبحث عن الاستقرار في هذه اللحظة الحاسمة للوصول للديمقراطية والأمن معا، فلماذا إذن تصر واشنطن على الخروج الفوري للرئيس المصري من الحكم ، هناك عدة مستويات للإجابة على هذا السؤال ، ولعل أبرزها هو لو أن الرئيس مبارك ترك لإتمام فترة حكمه المنتهية بعد خمسة شهور سوف يحسب الإصلاح الديمقراطي ومحاربة الفساد للشباب المصري، ورئيسه الذي استجاب للمطالبة المشروعة، وهو فعل وطني ونادر لا دخل لواشنطن به، وهذا شيء لن ترضى عنه الإدارة في البيت الأبيض، التي تريد أن تمسك بجميع خيوط التغيير وتكون مساهمتها تاريخية لتكون هي التي صنعت أو ساندت إرادة التغيير ، وساهمت باختيار قياداته ، ودورها هنا شبيه بدور جماعة الإخوان المسلمين التي قفزت على مقعد القيادة لتدخل بعربة التغيير في جدار الأمن والاستقرار بعدما أسقطت إمام مسجد الجمعة من منبره ، وصرخت بوجوه المصلين ليرددوا دعاء الشيخ يوسف القرضاوي في قناة الجزيرة وليس في المسجد
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان من المتوقع لشعب عانى من الحكم الظالم عشرات من السنين أن يُقتل فيه كل معنى جميل، وأن يتحول إلى كيان لا لون له ولا طابع، وأن تسحق إرادته، وتموت همَّته.. كان من المتوقع لهذا الشعب أن يفقد فطرته السليمة، وأن تضيع منه المناهج، وتُسلب منه القيم..لكن ما رأيناه في هذه الثورة الكريمة.. أدهش الدنيا جميعًا.. بل أدهش المؤرخين والمحللين.. هناك سر عجيب، وروح نادرة تسري في أوصال الشعب ودمائه تحفظ له عظيم الأخلاق، ونبيل المعاني..كم أنت أصيل أيها الشعب المصري! وكم أحبك وأحبك وأحبك.. بكل ذرة في كياني أقولها: أحبك يا مصررأيت في ميدان التحرير جموع المصريين بمئات الآلاف، بل والملايين، من كل الطوائف والتيارات، من كل الطبقات، من كل الفئات، الكل يجتمع لتحقيق هدف واحد.. ويقفون إلى جوار بعضهم البعض ساعات وأيام في تلاحم عجيب، وتناسق مدهش
بمجرد أن بدأ الشعب في استنشاق نسمات الحرية اختفت أخلاق الزحام المعروفة، وظهرت أخلاق حضارة عجيبة.. هل تصدقون أن يجتمع أكثر من 2 مليون إنسان في مكان محدود، بلا شرطة ولا قوانين، ولاضوابط ولاروابط، ثم لا تحدث صدامات من أي نوع بين كل هذه الأطياف البشرية المتباينة؟!
كنا منذ شهور – قبل هذه الثورة المباركة – لا نستطيع أن نضع في استاد كرة سبعين أو ثمانين ألف مواطن فقط، دون حراسة مشددة، ودون فواصل بين المشجعين.. أما الآن فالمعدن الأصيل يظهر، والملايين تجمتع دون مشاكل.. ما شاء الله..أحبك يا مصر..رأيت المصريين ينظمون أنفسهم في طوابير للتفتيش من لجان شعبية كوَّنوها على مداخل ميدان التحرير، ويحرصون على انتظام الطابور، مع أنهم قبل هذه االثورة كانوا كثيرًا ما يتصارعون حول شباك أي مصلحة، كلٌ يريد أن يأخذ نصيب الآخر، فإذا بالحدث الجديد.. يُفجِّر في المصريين طاقات تنظيمية جديدة عليهم، ويثبت أنَّ هذا الشعب شعب لا تموت فيه الفضائل أبدًا.. قد تضعف وتخبو زمنًا لكنها ما تلبث أن تعود للظهور.. أحبك يا مصر .. أحب لجانك الشعبية!
عندمافتحت فيه سجون مصر في كل مكان وأطلقت المساجينلإثارة الهلع والسرقات في كل مكان، ثم قامت بفعل آثم آخر عجيب، وهو سحب كل قوات الشرطة من كل الدولة!! لتؤدب الشعب بكامله لأنه يريد لنفسه حاكمًا آخر.. عندما حدث هذا الأمر الشنيع لم يقنط المصريون أو يتخاذلوا، إنما في توافق عجيب للغاية بدءوا يكونون لجانًا شعبية عجيبة، تقوم بحماية كل شارع وكل بيت، ومراقبة اللصوص والقبض عليهم، وصنع كل واحد منهم سلاحًا خاصًا به، واستتب الأمن في غضون 24 ساعة!
هذا حدث يكتب في التاريخ بحروف من نور..
أحب شعبك الذي يتكامل ويتكافل بشكل تلقائي، وعاطفة جياشة، وروح نبيلة.. مستشفى ميداني في ميدان التحرير لعلاج المصابين من عدوان بلطجية الحزب الوطني الحاكم.. تبرعات بالأدوية، وتبرعات بالقطن والشاش، وجهود ذاتية من أطباء على أعلى مستوى.. ونقل سريع للمصابين.. الجار يسأل عن جاره، ويعطيه غذاء ودواء، بل ويعطيه مالاً.. الكل يتعاون للخروج من الأزمة..رأيت بناتًا في ميدان التحرير يحملن أكياس القمامة الكبيرة، ويتجولن في كل مكان لتنظيف الميدان.. ويقولن: عايزين بلدنا نظيفة!هذه روح جديدة تظهر في وقت الأزمات.. ما أروعها! أحبك يا مصر.أحب روح شبابك العالية..عزيمة وإصرار.. إقدام ورجولة.. ثبات وتضحيات..يهجم عليهم بلطجية محترفون، وتلقى عليهم قوات الفزع –أو ما يسمونه بقوات الأمن– القنابل المسيلة للدموع، ثم يطلقون الرصاص الحي، ثم يدهسونهم بالسيارات، فما يزيدهم كل هذا إلا إصرارًا وثباتًا!!
رأيت المئات والآلاف يستمرون في الميدان كل يوم وليلة بعد إصابتهم في رؤوسهم، بل والله في أعينهم، فيضمدون جراحهم، ويستكملون ثباتهم، ويقامون البلطجية من جديد.. لا تخيفهم السيوف ولا الخناجر، ولا يرهبون الحجارة ولا قنابل المولوتوف!لقد صرت في غاية الاطمئنان على مستقبل أمتي، وأنا أرى هذه الجموع الصامدة، وهي تكافح من أجل قضية عادلة.
أحب التحام شعبك ورحمته.. ورفقه وشفقته.. وتسامحه وحسن فطرته.. ها هو الميدان يضم مسلمين ونصارى.. دون احتكاك أو فتنة.. ها هي اللجان الشعبية كذلك يقف فيها هذا وذاك.. لا أصل لما يروجه النظام الفاسد من شائعات.. ها هي الكنائس بعد غياب كامل للشرطة لا تتعرض لأذى أو تخريب..شعب أصيل.. وروح راقية.. وما لم أقله أكثر مما قلته..فأنا لا أقصد هنا الإحصاء، ولكن أكتب مقدمات ملحمة مصرية كبيرة تحتاج إلى مجلدات لتسطيرها.
أنا أرفع رأسي عاليًا الآن، وأقول بكل فخر: أنا مصري..أنا الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم..قال: "استوصوا بأهل مصر خيرًا، فإن لهم رحمًا وذمة.."
لقد فهمت الآن كلمة الزعيم مصطفى كامل، والتي قال فيها: لو لم أكن مصريًا، لوددت أن أكون مصريًا..
إنه لم يقلها بدافع القومية أو العصبية.. إنما كان فقط يرصد الواقع.. هذه حقيقة.. هذا شعب أفخر أن أنتمي إليه.
عدل سابقا من قبل manal kamal في الأربعاء فبراير 16, 2011 5:21 pm عدل 1 مرات
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
بالصور ما يحدث فى مصر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ازهي عصورالمولوتوف
أمر مثير للقرف والاشمئزاز ذلك التواطؤ الإعلامى السافر(بالراء واللام معا) الذى يمارسه فريق الخلايا الأمنية النائمة فى العديد من وسائل الإعلام المشمومة، والذين يستميتون فى تسويق وهم أن الذين يتظاهرون فى ميدان التحرير من أجل حرية المصريين وكرامتهم هم أعضاء فى تحالف شيطانى إخوانى إيرانى قطرى إسرائيلى أمريكى حماسى، ولم يعد ينقص سوى اتهام كوريا الشمالية لكى تكتمل أضلاع محور الشر. فى الماضى كنا نناشد أمثال هؤلاء أن يراجعوا ضمائرهم، لكن الأيام الأخيرة كشفت عن خطلنا وهطلنا لأننا تصورنا أنهم يمتلكون ضمائر أو معايير مهنية أو حتى ذكاء سياسيا يخدمون به أسيادهم ببراعة، ولذلك لا أنشر الشهادة التالية من أجلهم، بل من أجل الطيبين أو اليائسين أو الزهقانين الذين تأثروا بحملات التحريض التى كان هؤلاء الإعلاميون يمارسونها أغلب ساعات اليوم قبل أن يتركوا مواقعهم لميليشيات القنص والبلطجة لكى تطلق الرصاص على العزل أثناء نوم الذين تأثروا بتلك الحملات الملعونة، ثم يصحو أولئك الإعلاميون والصحفيون فى الصباح لكى يشتموا الذين كانوا يتعرضون للقنص والاستهداف طيلة الليل لأنهم يرفضون دعوات الحوار.
الشهادة كتبها من قلب ميدان التحرير الدكتور نبيل بهجت، أستاذ المسرح بجامعة حلوان، والكاتب والمخرج المسرحى ومؤسس فرقة ومضة، كما أنه الذى قام بجمع الأعمال الكاملة لشاعر الشعب بديع خيرى، والشاعر المصرى العظيم يونس القاضى، ويقوم حاليا بجمع الأعمال الكاملة لبيرم التونسى، هذا إذا كتب الله له النجاة من المذابح التى ترتكب كل يوم ويقوم الإعلام بالتعتيم عليها، وبرغم كل ما يمارسه الدكتور نبيل من أنشطة فنية وثقافية رفيعة فإنه فى لحظة الحقيقة انحاز إلى شعبه وأدرك أن الوجود فى ميدان التحرير دفاعا عن مطالب الشعب المصرى العادلة هو جوهر الثقافة والفن معا، وأن المثقف التنويرى ليس هو الذى يقبل أن يكون صاحب منصب يصعد به على جثث الشهداء كما فعل الدكتور جابر عصفور بل المثقف التنويرى من ينشر البهجة فى قلب الخوف، ويقاوم الهمجية بالفن.
يقول الدكتور نبيل بهجت فى شهادته الخطيرة التى نتمنى أن نضمها قريبا إلى وقائع التحقيق فى المحكمة الجنائية الدولية: ما حدث يوم الأربعاء الثانى من فبراير عام 2011 ضد المصريين المتظاهرين سلميا فى ميدان التحرير وسط القاهرة هو جريمة بشعة استندت إلى مخطط شيطانى نقدم لكم هنا توثيقا لها. فى مساء الثلاثاء توقع البعض أن ينخفض عدد المتظاهرين فى الميدان نسبيا بعد مسيرة المليون التى وصل تعدادها إلى ما يزيد على الخمسة ملايين تقريبا، وبالفعل جاء الأربعاء لينخفض العدد ونفاجأ عند الصباح ببعض الأشخاص يقفون عند بوابات الدخول يهتفون لمبارك ولقد شعرت بالأسى عندما تأملت وجوه مؤيديه وأشكالهم، وأدركت كيف سكب الماء على جبل من الرمل يدعى تاريخه عندما استعان بهولاء المأجورين لكى يمثلوه، مر اليوم وبدأنا نسمع فى الثانية عن أنباء تجمع لبضع مئات عند ميدان عبدالمنعم رياض،كنا فى البداية نظنهم جاؤوا للتظاهر والتشويش، ولكنهم بدأوا الاحتكاك بنا بالسباب، وتلا ذلك فى تمام الثانية والنصف تقريبا جلبة وأصوات قرع سياط وفوجئنا بالبلطجية فوق الخيول والجمال يحملون السنج والسياط والعصى، لتعود الهجانة التى كنا نراها فى الأفلام وهى تضرب الناس بالسياط، نالنى أحد سياطها، ولكن بعد فترة وجيزة سيطر الشباب على أحد هؤلاء وأخذوا منه حصانه فدب الخوف فى قلوب رفاقه وتراجعوا، هكذا كان المشهد الأول من الاحتكاك المباشر، احتمى الشباب بعدها ببعض العربات واضطروا لكى يصنعوا من ألواح الصاج التى كانت تستخدمها المقاولون العرب فى موقع البناء حائطا متحركا لصد هجوم بلطجية الرئيس الذين جاؤونا مؤيدين بالسنج والجنازير والسياط والأسلحة البيضاء.
بعد هذه الهجمة تراجعوا وتجمعوا ليوحدوا صفوفهم وكأنها الحرب، وتشكلت لدينا الخطة سريعا فنحن عزل ولابد لنا من دفاع عن النفس، وأوحوا إلينا بالسلاح عندما أخذوا يهاجموننا بالحجارة، إنها الحجارة، فلم يكن لنا بد لكى ندافع عن حياتنا سوى استخدام بلاط الميدان وتكسيره إلى قطع صغيرة بعد تشكيل مجموعات عمل سريعة لتكسير البلاط وأخرى لحمله ودفعه للرماة، وفريق استطلاعى يرصد تحركات مجموعات مبارك، وأخرى توزعت على المنافذ السبعة للميدان على مستويين يفصل بين كل منها قرابة 300 متر.
كل هذا حدث فى أقل من لحظات، بدأ الشباب يتراصون فى صفوف متتالية، يحضن بعضه البعض بصدور عارية، وكأنها قصيدة الكعكة الحجرية لأمل دنقل تتشكل أمامى واقعا بيد الشباب المعتصمين. بدأ الوقت يمر علينا وزحف الظلام فكانت الفكرة الأولى استدعاء الناس إلى الميدان، لكن كيف وحظر التجول قد بدأ فرضه من الثالثة عصرا وحتى الثامنة صباحا، لم يكن لدينا خيار سوى الدعم المعنوى لبعضنا البعض فأخذنا نشيع عن وجود مظاهرات مؤيدة تزحف إلينا وبالفعل حدثت مسيرة داخلية لتقنع المرابطين بأن المدد وصل وارتفعت معنويات الناس وبدأنا فى وضع المتاريس لحماية أنفسنا منهم، فقد بدا عليهم احتراف الإجرام لما يحملونه من سنج وسيوف ومطاوى كانت فى أيديهم ساعات الهجوم وهتفنا جميعاً (...اتجنن).
كان الاشتباك الأول عند ساحة المتحف وللأسف بدأ فعلا بالإضرار بأطرافه التى تم إلقاء قنابل المولوتوف عليها، ذهبنا إلى الجيش لنناشده حماية المتحف من هؤلاء، فبدأ الجيش حماية شوارع الجامعة الأمريكية وطلعت حرب وقصر العينى بشكل ساعد المتظاهرين على تخفيف الضغط عليهم. بدأنا ننتقل من شارع إلى آخر، وشاهدت بسالة لم أر لها نظيرا، كان البعض يطرق على الحديد ليحدث أصواتا كإشارات لتجمع الشباب عند منفذ معين، وكأنهم يوقظون الموتى من جديد ينفخون فيهم الروح، يقولون ها نحن أبناؤك يا مصر جئنا إليك نجدد ملحمة، وفى الوقت الذى كنا نعانى تحت الضغط ونبتكر الحيل لدفع البلطجية عنا، بعد أن أنهكنا التعب، كان هناك مذياع يذيع أحاديث الإذاعة الرسمية البالية عن دعاة الشغب، كان الإعلام الرسمى يقول بكل وقاحة ان الموضوع يتلخص فى مجموعتين من البلطجية تتصارع على الميدان، وكان بعض المراسلين فى البرامج الفضائية يضللون الرأى العام ويزعم بعضهم أن بيننا إيرانيين وأفغان وباكستانيين، مع أنه لم يكن بيننا من أجانب إلا بعض مراسلى وكالات الأنباء الأجنبية فمن أين جاؤوا بالحديث عن تلك الوجوه، قال الكثيرون فى تلك الوسائل الإعلامية إننا إخوان فى الوقت الذى كنت أرى بعينى وسط المعتصمين مثقفين وفنانين وأساتذة جامعة أعرف مواقفهم ضد الإخوان، كل هذه الاكاذيب كانت محاولة منهم لتجييش الرأى العام العالمى ضدنا باستخدام الإسلاموفوبيا لتعطيهم أمريكا إشارة بسحقنا، وللأسف فإن برامج شهيرة وصحفاً كنا نظنها محترمة غيرت من لهجتها فى دعم ثورة الشباب، وهو ما يجعلنا نتساءل هل فعلا تم تهديد ملاك تلك القنوات والصحف بفتح ملفاتهم فحدث ما حدث من تخاذل وانحياز.
لقد وصفنا الإعلام الرسمى بالبلطجية فهل عضو المجلس الأعلى للثقافة وعضو اتحاد الكتاب وعضو نقابة المهن التمثيلية والأستاذ الجامعى والمسرحى بلطجى، والطبيب الذى كان بجوارى بلطجى والشاعر الذى لم أره منذ سنوات وتقابلنا سويا ونحن ننحنى لالتقاط الأحجار بلطجى، ومدير إحدى أهم شبكات المعلومات بلطجى، وأعضاء هيئة التدريس بلطجية، والمهندسون والأزهريون والقساوسة والمحامون والأطباء الذين جهزوا مراكز لإسعافنا بلطجية، وشباب الجامعات بلطجية. ولماذا صمتوا عن بلطجية الرئيس الذين استخدموا ضدنا أمس قنابل المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع .. وفريق من الهجانة وأخيرا الرصاص الحى، كان بلطجية الرئيس قد كسروا أبواب العمارات المغلقة المواجهة للمتحف المصرى واستخدموها لإمطارنا بقنابل المولوتوف والحجارة، ولكننا كنا مصرين على الصمود والدفاع عن أنفسنا، وبعد فترة تمكنا من التقدم والقبض على البلطجية المتمركزين فوق العمارات وتم احتجازهم دون إيذائهم، وسيطر المتظاهرون على كل المواقع التى استولى عليها بلطجية الرئيس من أسطح المنازل، واحتجزنا منهم ما يقارب من 15 فرداً، وكان مثبتا فى بطاقات هويات بعضهم أنهم رجال أمن، أما الآخرون فكانوا من البلطجية معتادى الإجرام، حتى أنه كان واضحا جدا أنهم قد تناولوا مواد مخدرة أثرت على وعيهم بشهادة بعض الأطباء الذين تواجدوا بالميدان، واعترف هؤلاء بأنهم قد تم تأجيرهم من قبل بعض نواب مجلس الشعب بوجبة غذائية وبمبالغ تتفاوت بين خمسين ومائتى جنيه، وقد أخذنا بعض الدراجات البخارية لهؤلاء فاعترف بعضهم بالاستيلاء على إحدى الدراجات البخارية التى تنتمى للحرس الجمهورى وعلى عربة شرطة.
بعدها اشتدت المواجهات واستطاع المتظاهرون تطهير ميدان التحرير من أعوان مبارك من أمناء الشرطة والمرتزقة والسيطرة عليهم، وكنا إذا سيطرنا على أحدهم بعد نفاد ذخيرته تعلو الصيحات من بيننا (محدش يضربه ثورتنا ثورة سلمية سلمية)، حتى بعد أن سقط منا البعض بالرصاص الحى الآتى من فوق الكوبرى كان بعضنا يلتف حول من يقبض عليه منهم كسياج لحمايتهم من الغاضبين، ونتيجة لهذه الهجمات بالرصاص والمولوتوف وقع مئات الجرحى من المتظاهرين، ولم يعد المستشفى الميدانى الذى أقيم فى أحد المساجد القريبة كافيا لاحتواء المرضى وعشرات الأطباء المتطوعين، فقام الأطباء بإقامة مستشفى ميدانى فى قلب مكان المواجهات بجوار المتحف المصرى. وبعد 12 ساعة من المواجهات، فر الهاربون منهم فوقفوا على كوبرى أكتوبر بمواجهة عبدالمنعم رياض، وحوالى الساعة الثالثة صباحا دوت أصوات عدة طلقات قبل أن تصيب العزل، فهرول المتظاهرون يحملون المصابين بالأعيرة النارية فى الرأس والبطن والأقدام، وبعدها سمعنا طلقات نارية على أوقات متفرقة إحداها طلقات متتالية ربما يكون مصدرها رشاشاً آلياً، وفى تلك اللحظة توجه المتظاهرون لكتيبة الجيش التى كانت تتمركز عند المتحف ولم تبد أى استعداد للتدخل عدا إطفاء بعض الحرائق التى كانت تشعلها قنابل المولوتوف التى كان يلقيها أنصار مبارك من أسطح الأبنية ومن كوبرى أكتوبر، اتجه بعضنا إلى هذه الكتيبة وبدأوا بالتفاوض معهم ليطلقوا ولو طلقة واحدة فى الهواء، وصرخ فيهم البعض أعطونا أسلحتكم نحميكم ونحمى انفسنا، هنا تدخل الجيش بعدها وسيطر نسبيا على الموقف بعد ان أصابت طلقات مؤيدى مبارك حوالى 22 فرداً سقط منهم قرابة 6 شهداء وظلت فلول منهم تحاول إنهاكنا بالإشارات البذيئة تارة أو بقذف الحجارة وكنا نعلم أنها محاولة لإنهاكنا، فهم كما تأكدنا من هويات الذين قبضنا عليهم ليسوا سوى رجال أمنه الذين أخفاهم فجأة وعادوا إلينا فى زى مؤيديه
لقد سطر الشباب بدمائهم يوم الأربعاء يوما بطوليا من بطولات هذا الشعب الذى حاول مبارك وأعوانه طمس ملامحه على مدار 30 عاماً، كان الشاب يُجرح فيذهب إلى إحدى نقاط الإسعافات الأولية يداوى نفسه ويستريح دقائق يجفف دماءه ويعود بعدها للمواجهات، لم يخرج أحد منا دون جرح وكنا نسخر ونقول (من غرزة لعشرة متعتبرهوش مجروح) لم يؤثر فى نفسنا إلا قتل بعض المتظاهرين بدم بارد عندما أطلقوا الرصاص الحى على صدورهم ورؤوسهم. أخيرا استقبلنا الفجر وكأنه زائر عزيز وجاء نور الصباح ليملأنا أمل بأن المتظاهرين سيأتون إلينا وقد وفينا لهم ولمصر بوعدنا أن أعوان مبارك لن يأخذوا الميدان إلا على أجسادنا. بدأنا نراهم وكأنهم نبضات أمل تأتى إلينا يحملون معهم طعاما ودواء وكل ما نحتاجه، جاؤوا ليتسلموا مواقعنا وقد وفينا لهم بما وعدنا ونشير إلى جروحنا فى سخرية ويردد بعضنا (هذا هو مفهوم مبارك للانتقال الآمن للسلطة)، ليجىء الصباح ومعه نداء واحد (حاكموا الذين أطلقوا الرصاص على الأبرياء، ومن أمرهم بذلك، ومن سكت على ذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أمر مثير للقرف والاشمئزاز ذلك التواطؤ الإعلامى السافر(بالراء واللام معا) الذى يمارسه فريق الخلايا الأمنية النائمة فى العديد من وسائل الإعلام المشمومة، والذين يستميتون فى تسويق وهم أن الذين يتظاهرون فى ميدان التحرير من أجل حرية المصريين وكرامتهم هم أعضاء فى تحالف شيطانى إخوانى إيرانى قطرى إسرائيلى أمريكى حماسى، ولم يعد ينقص سوى اتهام كوريا الشمالية لكى تكتمل أضلاع محور الشر. فى الماضى كنا نناشد أمثال هؤلاء أن يراجعوا ضمائرهم، لكن الأيام الأخيرة كشفت عن خطلنا وهطلنا لأننا تصورنا أنهم يمتلكون ضمائر أو معايير مهنية أو حتى ذكاء سياسيا يخدمون به أسيادهم ببراعة، ولذلك لا أنشر الشهادة التالية من أجلهم، بل من أجل الطيبين أو اليائسين أو الزهقانين الذين تأثروا بحملات التحريض التى كان هؤلاء الإعلاميون يمارسونها أغلب ساعات اليوم قبل أن يتركوا مواقعهم لميليشيات القنص والبلطجة لكى تطلق الرصاص على العزل أثناء نوم الذين تأثروا بتلك الحملات الملعونة، ثم يصحو أولئك الإعلاميون والصحفيون فى الصباح لكى يشتموا الذين كانوا يتعرضون للقنص والاستهداف طيلة الليل لأنهم يرفضون دعوات الحوار.
الشهادة كتبها من قلب ميدان التحرير الدكتور نبيل بهجت، أستاذ المسرح بجامعة حلوان، والكاتب والمخرج المسرحى ومؤسس فرقة ومضة، كما أنه الذى قام بجمع الأعمال الكاملة لشاعر الشعب بديع خيرى، والشاعر المصرى العظيم يونس القاضى، ويقوم حاليا بجمع الأعمال الكاملة لبيرم التونسى، هذا إذا كتب الله له النجاة من المذابح التى ترتكب كل يوم ويقوم الإعلام بالتعتيم عليها، وبرغم كل ما يمارسه الدكتور نبيل من أنشطة فنية وثقافية رفيعة فإنه فى لحظة الحقيقة انحاز إلى شعبه وأدرك أن الوجود فى ميدان التحرير دفاعا عن مطالب الشعب المصرى العادلة هو جوهر الثقافة والفن معا، وأن المثقف التنويرى ليس هو الذى يقبل أن يكون صاحب منصب يصعد به على جثث الشهداء كما فعل الدكتور جابر عصفور بل المثقف التنويرى من ينشر البهجة فى قلب الخوف، ويقاوم الهمجية بالفن.
يقول الدكتور نبيل بهجت فى شهادته الخطيرة التى نتمنى أن نضمها قريبا إلى وقائع التحقيق فى المحكمة الجنائية الدولية: ما حدث يوم الأربعاء الثانى من فبراير عام 2011 ضد المصريين المتظاهرين سلميا فى ميدان التحرير وسط القاهرة هو جريمة بشعة استندت إلى مخطط شيطانى نقدم لكم هنا توثيقا لها. فى مساء الثلاثاء توقع البعض أن ينخفض عدد المتظاهرين فى الميدان نسبيا بعد مسيرة المليون التى وصل تعدادها إلى ما يزيد على الخمسة ملايين تقريبا، وبالفعل جاء الأربعاء لينخفض العدد ونفاجأ عند الصباح ببعض الأشخاص يقفون عند بوابات الدخول يهتفون لمبارك ولقد شعرت بالأسى عندما تأملت وجوه مؤيديه وأشكالهم، وأدركت كيف سكب الماء على جبل من الرمل يدعى تاريخه عندما استعان بهولاء المأجورين لكى يمثلوه، مر اليوم وبدأنا نسمع فى الثانية عن أنباء تجمع لبضع مئات عند ميدان عبدالمنعم رياض،كنا فى البداية نظنهم جاؤوا للتظاهر والتشويش، ولكنهم بدأوا الاحتكاك بنا بالسباب، وتلا ذلك فى تمام الثانية والنصف تقريبا جلبة وأصوات قرع سياط وفوجئنا بالبلطجية فوق الخيول والجمال يحملون السنج والسياط والعصى، لتعود الهجانة التى كنا نراها فى الأفلام وهى تضرب الناس بالسياط، نالنى أحد سياطها، ولكن بعد فترة وجيزة سيطر الشباب على أحد هؤلاء وأخذوا منه حصانه فدب الخوف فى قلوب رفاقه وتراجعوا، هكذا كان المشهد الأول من الاحتكاك المباشر، احتمى الشباب بعدها ببعض العربات واضطروا لكى يصنعوا من ألواح الصاج التى كانت تستخدمها المقاولون العرب فى موقع البناء حائطا متحركا لصد هجوم بلطجية الرئيس الذين جاؤونا مؤيدين بالسنج والجنازير والسياط والأسلحة البيضاء.
بعد هذه الهجمة تراجعوا وتجمعوا ليوحدوا صفوفهم وكأنها الحرب، وتشكلت لدينا الخطة سريعا فنحن عزل ولابد لنا من دفاع عن النفس، وأوحوا إلينا بالسلاح عندما أخذوا يهاجموننا بالحجارة، إنها الحجارة، فلم يكن لنا بد لكى ندافع عن حياتنا سوى استخدام بلاط الميدان وتكسيره إلى قطع صغيرة بعد تشكيل مجموعات عمل سريعة لتكسير البلاط وأخرى لحمله ودفعه للرماة، وفريق استطلاعى يرصد تحركات مجموعات مبارك، وأخرى توزعت على المنافذ السبعة للميدان على مستويين يفصل بين كل منها قرابة 300 متر.
كل هذا حدث فى أقل من لحظات، بدأ الشباب يتراصون فى صفوف متتالية، يحضن بعضه البعض بصدور عارية، وكأنها قصيدة الكعكة الحجرية لأمل دنقل تتشكل أمامى واقعا بيد الشباب المعتصمين. بدأ الوقت يمر علينا وزحف الظلام فكانت الفكرة الأولى استدعاء الناس إلى الميدان، لكن كيف وحظر التجول قد بدأ فرضه من الثالثة عصرا وحتى الثامنة صباحا، لم يكن لدينا خيار سوى الدعم المعنوى لبعضنا البعض فأخذنا نشيع عن وجود مظاهرات مؤيدة تزحف إلينا وبالفعل حدثت مسيرة داخلية لتقنع المرابطين بأن المدد وصل وارتفعت معنويات الناس وبدأنا فى وضع المتاريس لحماية أنفسنا منهم، فقد بدا عليهم احتراف الإجرام لما يحملونه من سنج وسيوف ومطاوى كانت فى أيديهم ساعات الهجوم وهتفنا جميعاً (...اتجنن).
كان الاشتباك الأول عند ساحة المتحف وللأسف بدأ فعلا بالإضرار بأطرافه التى تم إلقاء قنابل المولوتوف عليها، ذهبنا إلى الجيش لنناشده حماية المتحف من هؤلاء، فبدأ الجيش حماية شوارع الجامعة الأمريكية وطلعت حرب وقصر العينى بشكل ساعد المتظاهرين على تخفيف الضغط عليهم. بدأنا ننتقل من شارع إلى آخر، وشاهدت بسالة لم أر لها نظيرا، كان البعض يطرق على الحديد ليحدث أصواتا كإشارات لتجمع الشباب عند منفذ معين، وكأنهم يوقظون الموتى من جديد ينفخون فيهم الروح، يقولون ها نحن أبناؤك يا مصر جئنا إليك نجدد ملحمة، وفى الوقت الذى كنا نعانى تحت الضغط ونبتكر الحيل لدفع البلطجية عنا، بعد أن أنهكنا التعب، كان هناك مذياع يذيع أحاديث الإذاعة الرسمية البالية عن دعاة الشغب، كان الإعلام الرسمى يقول بكل وقاحة ان الموضوع يتلخص فى مجموعتين من البلطجية تتصارع على الميدان، وكان بعض المراسلين فى البرامج الفضائية يضللون الرأى العام ويزعم بعضهم أن بيننا إيرانيين وأفغان وباكستانيين، مع أنه لم يكن بيننا من أجانب إلا بعض مراسلى وكالات الأنباء الأجنبية فمن أين جاؤوا بالحديث عن تلك الوجوه، قال الكثيرون فى تلك الوسائل الإعلامية إننا إخوان فى الوقت الذى كنت أرى بعينى وسط المعتصمين مثقفين وفنانين وأساتذة جامعة أعرف مواقفهم ضد الإخوان، كل هذه الاكاذيب كانت محاولة منهم لتجييش الرأى العام العالمى ضدنا باستخدام الإسلاموفوبيا لتعطيهم أمريكا إشارة بسحقنا، وللأسف فإن برامج شهيرة وصحفاً كنا نظنها محترمة غيرت من لهجتها فى دعم ثورة الشباب، وهو ما يجعلنا نتساءل هل فعلا تم تهديد ملاك تلك القنوات والصحف بفتح ملفاتهم فحدث ما حدث من تخاذل وانحياز.
لقد وصفنا الإعلام الرسمى بالبلطجية فهل عضو المجلس الأعلى للثقافة وعضو اتحاد الكتاب وعضو نقابة المهن التمثيلية والأستاذ الجامعى والمسرحى بلطجى، والطبيب الذى كان بجوارى بلطجى والشاعر الذى لم أره منذ سنوات وتقابلنا سويا ونحن ننحنى لالتقاط الأحجار بلطجى، ومدير إحدى أهم شبكات المعلومات بلطجى، وأعضاء هيئة التدريس بلطجية، والمهندسون والأزهريون والقساوسة والمحامون والأطباء الذين جهزوا مراكز لإسعافنا بلطجية، وشباب الجامعات بلطجية. ولماذا صمتوا عن بلطجية الرئيس الذين استخدموا ضدنا أمس قنابل المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع .. وفريق من الهجانة وأخيرا الرصاص الحى، كان بلطجية الرئيس قد كسروا أبواب العمارات المغلقة المواجهة للمتحف المصرى واستخدموها لإمطارنا بقنابل المولوتوف والحجارة، ولكننا كنا مصرين على الصمود والدفاع عن أنفسنا، وبعد فترة تمكنا من التقدم والقبض على البلطجية المتمركزين فوق العمارات وتم احتجازهم دون إيذائهم، وسيطر المتظاهرون على كل المواقع التى استولى عليها بلطجية الرئيس من أسطح المنازل، واحتجزنا منهم ما يقارب من 15 فرداً، وكان مثبتا فى بطاقات هويات بعضهم أنهم رجال أمن، أما الآخرون فكانوا من البلطجية معتادى الإجرام، حتى أنه كان واضحا جدا أنهم قد تناولوا مواد مخدرة أثرت على وعيهم بشهادة بعض الأطباء الذين تواجدوا بالميدان، واعترف هؤلاء بأنهم قد تم تأجيرهم من قبل بعض نواب مجلس الشعب بوجبة غذائية وبمبالغ تتفاوت بين خمسين ومائتى جنيه، وقد أخذنا بعض الدراجات البخارية لهؤلاء فاعترف بعضهم بالاستيلاء على إحدى الدراجات البخارية التى تنتمى للحرس الجمهورى وعلى عربة شرطة.
بعدها اشتدت المواجهات واستطاع المتظاهرون تطهير ميدان التحرير من أعوان مبارك من أمناء الشرطة والمرتزقة والسيطرة عليهم، وكنا إذا سيطرنا على أحدهم بعد نفاد ذخيرته تعلو الصيحات من بيننا (محدش يضربه ثورتنا ثورة سلمية سلمية)، حتى بعد أن سقط منا البعض بالرصاص الحى الآتى من فوق الكوبرى كان بعضنا يلتف حول من يقبض عليه منهم كسياج لحمايتهم من الغاضبين، ونتيجة لهذه الهجمات بالرصاص والمولوتوف وقع مئات الجرحى من المتظاهرين، ولم يعد المستشفى الميدانى الذى أقيم فى أحد المساجد القريبة كافيا لاحتواء المرضى وعشرات الأطباء المتطوعين، فقام الأطباء بإقامة مستشفى ميدانى فى قلب مكان المواجهات بجوار المتحف المصرى. وبعد 12 ساعة من المواجهات، فر الهاربون منهم فوقفوا على كوبرى أكتوبر بمواجهة عبدالمنعم رياض، وحوالى الساعة الثالثة صباحا دوت أصوات عدة طلقات قبل أن تصيب العزل، فهرول المتظاهرون يحملون المصابين بالأعيرة النارية فى الرأس والبطن والأقدام، وبعدها سمعنا طلقات نارية على أوقات متفرقة إحداها طلقات متتالية ربما يكون مصدرها رشاشاً آلياً، وفى تلك اللحظة توجه المتظاهرون لكتيبة الجيش التى كانت تتمركز عند المتحف ولم تبد أى استعداد للتدخل عدا إطفاء بعض الحرائق التى كانت تشعلها قنابل المولوتوف التى كان يلقيها أنصار مبارك من أسطح الأبنية ومن كوبرى أكتوبر، اتجه بعضنا إلى هذه الكتيبة وبدأوا بالتفاوض معهم ليطلقوا ولو طلقة واحدة فى الهواء، وصرخ فيهم البعض أعطونا أسلحتكم نحميكم ونحمى انفسنا، هنا تدخل الجيش بعدها وسيطر نسبيا على الموقف بعد ان أصابت طلقات مؤيدى مبارك حوالى 22 فرداً سقط منهم قرابة 6 شهداء وظلت فلول منهم تحاول إنهاكنا بالإشارات البذيئة تارة أو بقذف الحجارة وكنا نعلم أنها محاولة لإنهاكنا، فهم كما تأكدنا من هويات الذين قبضنا عليهم ليسوا سوى رجال أمنه الذين أخفاهم فجأة وعادوا إلينا فى زى مؤيديه
لقد سطر الشباب بدمائهم يوم الأربعاء يوما بطوليا من بطولات هذا الشعب الذى حاول مبارك وأعوانه طمس ملامحه على مدار 30 عاماً، كان الشاب يُجرح فيذهب إلى إحدى نقاط الإسعافات الأولية يداوى نفسه ويستريح دقائق يجفف دماءه ويعود بعدها للمواجهات، لم يخرج أحد منا دون جرح وكنا نسخر ونقول (من غرزة لعشرة متعتبرهوش مجروح) لم يؤثر فى نفسنا إلا قتل بعض المتظاهرين بدم بارد عندما أطلقوا الرصاص الحى على صدورهم ورؤوسهم. أخيرا استقبلنا الفجر وكأنه زائر عزيز وجاء نور الصباح ليملأنا أمل بأن المتظاهرين سيأتون إلينا وقد وفينا لهم ولمصر بوعدنا أن أعوان مبارك لن يأخذوا الميدان إلا على أجسادنا. بدأنا نراهم وكأنهم نبضات أمل تأتى إلينا يحملون معهم طعاما ودواء وكل ما نحتاجه، جاؤوا ليتسلموا مواقعنا وقد وفينا لهم بما وعدنا ونشير إلى جروحنا فى سخرية ويردد بعضنا (هذا هو مفهوم مبارك للانتقال الآمن للسلطة)، ليجىء الصباح ومعه نداء واحد (حاكموا الذين أطلقوا الرصاص على الأبرياء، ومن أمرهم بذلك، ومن سكت على ذلك
عدل سابقا من قبل manal kamal في الجمعة فبراير 18, 2011 9:39 am عدل 7 مرات
رد: احداث يوم الغضب والانتفاضة المصرية
لم تكن الإنترنت وحدها السبب الرئيس في سقوط النظام التونسي السابق، لكنها كانت عاملاً مساعداً وقوياً في القضاء عليه. كانت عوامل البطالة والفقر أكثر تأثيراً من غيرها في سقوط النظام، لكن الإنترنت كان لها المفعول السحري في توجيه الضربة القاضية للنظام التونسي السابق.
لقد كانت البداية عبارة عن رسالة من شاب عاطل أرسلها عبر الفيس بوك بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه، قوبلت الرسالة في بداية الأمر باستخفاف من قبل الكثيرين، لكنها سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم، وانتشرت بسرعة كبيرة في المجتمع وتفاعل معها الناس وخرجوا للتظاهر بأعداد كبيرة في الشوارع والميادين الرئيسية. وتابع الناشطون استخدام الإنترنت للتوجيه والتواصل وتحديد أماكن التجمع وأوقاتها، ونشر آخر أخبارهم وتحركاتهم وردود الفعل حول حركتهم داخلياً وخارجياً. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل استطاعوا توظيف الإنترنت في تجييش أعداد كبيرة للخروج والتظاهر في مجموعات كبيرة جداً مما زرع الثقة في نفوس التونسيين وزعزعها في نفوس القائمين على النظام السابق وأنصاره.
لقد أصبحت وسائل الاتصالات الحديثة وأهمها الإنترنت تُسقط أنظمة وحكومات وتأتي بأخرى، وتسهم بقوة في وصول مرشحين إلى سدة الرئاسة في كثير من الدول، ومن الأمثلة على ذلك الرئيس الأمريكي أوباما، الذي استطاعت حملته الانتخابية ومناصروه تسخير شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت لكسب التأييد والتصويت له، وأصبح للإنترنت دور رئيس وفاعل في تعبئة الرأي العام وتوجيهه في كل مكان.
إن الأنظمة والحكومات التي تكفل الحقوق المشروعة وتحكم بالعدل والمساواة بين الناس لا تسقطها الإنترنت أو غيرها، بل على العكس تماماً سوف تسهم الإنترنت في تثبيت أي نظام من خلال نشر محاسنه على مواقعها ومنتدياتها. أما الأنظمة المهترئة والموبوءة بالفساد المالي والإداري وسلب حقوق الناس سوف تقضي عليها الإنترنت ويكون مصيرها مثل النظام التونسي السابق وغيره من الأنظمة العربية الأخرى التي تحتضر الآن.
صفحة 2 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى