الفشل و آثاره السلبيه
منتدى برنامج حياه على النت باذاعة صوت العرب :: الدعم التقنى للأسره العربيه :: الإرشاد التربوى و الإجتماعى و النفسى للأسره العربيه
صفحة 2 من اصل 1
الفشل و آثاره السلبيه
الفاشل أو الفاشلون كما يطلق على فئة من الناس يمكن أن يكون تخلى عنهم الحظ أو شاء الله أن يكونوا قد تعثروا في حياتهم وأصبحوا يحملون وزر أمر ليس لهم فيه ذنب.
مما يؤسف له أن عملية الفشل وأن يصبح الانسان فاشلاً (هذا إذا سلمنا جزافاً بهذا المصطلح)، تبدأ من مراحل مبكرة جداً من حياة الفرد. فالطفل الذي يعنفه والده مثلاً واصماً إياه بالفاشل، فإن هذه المشاعر تتنامى داخل نفسية الطفل الصغير وتكبر معه. كثير من الآباء والامهات يطلقون على ابنهم أو ابنتهم وصف الفاشل أو الفاشلة حينما يخفقون في شيء بسيط خلال مراحل طفولته الأولى، وهذا يؤدي إلى تقبل الطفل على وصف أنه فاشل، خاصة إذا كان هذا الوصف يكرر دائماً، ويتصرف وفق هذا الوصف الذي أطلق عليه من قبل أقرب الناس إليه!.
بعض الأشخاص يتقبل وصف الفاشل عليه، نظراً لما نشأ عليه من إطلاق هذا الوصف من قبل أقرب الناس إليه. لا يعرف الأهل ما الذي يفعلونه بأبنائهم عندما يطلقون عليهم صفات سلبية مثل فاشل ومرادفات هذه الكلمة المزعجة التي تنغرس في نفس الطفل وتؤثر عليه سلباً وتجعله ينشأ على تقبل الصفات السيئة التي يمكن أن يوصم بها من قبل الآخرين. إنه أمر في غاية السوء أن ينعت الوالدان أو الأخوة ابنهم أو شقيقهم بأوصاف سيئة تغرس في نفوس الصغار السلبية وتجعلهم يكبرون وهم يشعرون بالدونية مقارنة بمن يماثلونهم عمراً.
كثير من هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بمشاعر الفشل، حتى وإن كان لم يكن هناك أشخاص رسخوا هذه المشاعر السلبية عندهم، وجاءت هذه المشاعر بسبب شعور الشخص نفسه بأنه فاشل نتيجة أنه قام بعدة أعمال ولم يحالفه الحظ في بعض الأعمال فيقوم بتعميم هذا الفشل على جميع مناحي حياته. إن التعميم واحد من أخطر المشاعر التي يقوم بها الفرد ويعمم هذه الأخطاء على جميع السلوكيات في حياته. فالشخص الذي يكون مثلاً غير متقن لعمل من الاعمال، فهذا لا يعني أنه لا يتقن جميع الأعمال الأخرى. هناك مثال على السكرتيرة التي تخطئ في الطباعة ولكنها تعمم هذا الخطأ على جميع مناحي حياتها فتصف نفسها بأنها انسانة فاشلة لمجرد أن المدير اكتشف أن هناك بعض الأخطاء المطبعية، فتشعر بأنها انسانة غبية، فاشلة، لا تجيد شيئا في الحياة برغم أنها ليست كذلك في جميع ما تقوم به من أفعال. التعميم بأخذ أمر سلبي واحد من مناحي الحياة أو حادثة معينة وتعميمها على جميع جوانب الحياة أمر قد يقود إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، بالاضافة إلى أن الشخص يشعر بأنه فاشل، خاسر.. وجميع المصطلحات السلبية التي تعود على حياة المرء بالخيبة والنظرة الدونية من الشخص لنفسه، وتجعله يشعر بالانتقاص من قدره إذا ما قارن نفسه بالآخرين، حتى وإن كان رأي الآخرين مغايراً لرأي ووجهة نظر الشخص لنفسه.
الكلمة المزعجة تنغرس في نفس الطفل وتؤثر فيه سلباً
كان أحد الأشخاص دائماً يكرر علي بأنه انسان فاشل، برغم أني كنت لا أرى ذلك. كان إذا تحدث عن نفسه يتحدث بسلبية كبيرة، يبالغ في الأمور السلبية ويتجاهل الأمور الإيجابية في حياته. كانت حياته عادية مثل أي شخص، بل ان في حياته من الايجابيات الشيء الكثير، الذي يفوق كثيراً من السلبيات في حياته.
كان هذا الشخص دائماً يشعر بأن أب فاشل لابنائه، وزوج فاشل وموظف فاشل، وصديق فاشل لجميع اصدقائه.. بل إنه يشعر بأنه فاشل في كل جانب من جوانب حياته. كان يشعر أنه فاشل في عمله، وأنه لا يؤدي العمل بالصورة المطلوبة برغم أن المسؤولين عنه يقدرون عمله ويعتبرونه موظفاً ناجحاً، وكذلك الأشخاص الذين يتعاملون معه يشعرون بأنه انسان ناجح وشخصية مسؤولة في عمله، ولكن جميع هذا لم يقنعه بأنه انسان طبيعي، لكنه دائماً يصر على أنه شخص فاشل، وينتقي الجوانب السلبية في حياته ويضرب بها مثلاً على فشله، ومهما حاولت إقناعه بأن الأمور ليست كما يصفها، وتشرح له بأن الآخرين لا يرون فيه ما يرى هو في نفسه. الرد لديه يكون جاهزاً بأن الآخرين يجاملونه ولا يريدون أن يجرحونه. مهما تحاول أن تقنعه بأن هذا الكلام غير صحيح فإنه لا يقتنع ويصر على رأيه بأنه شخص فاشل في كل جانب من جوانب حياته، ووصل به الأمر إلى أن يصاب بالاكتئاب المرضي والذي يحتاج معه أن يتناول أدوية مضادة للاكتئاب لكنه رفض ذلك، ويعيش حياة كئيبة بسبب هذه المشاعر التي السلبية التي تسكنه. الشعور بالفشل من قبل الشخص ذاته أمر محزن ومثير للشفقة على مثل هؤلاء الاشخاص الذين يعيشون جحيم المشاعر السلبية بمشاعرهم التي تغرقهم في بحر متلاطم الأمواج من الشعور بالخيبة والحزن.
سيدة أخرى كان لديها نفس المشاعر؛ تشعر بأنها فاشلة في كل شيء.. في كل أمر من أمور حياتها. فاشلة كأم لأطفالها، كزوجة، كموظفة، وبرغم عدم وجود أي دليل يؤكد هذه المشاعر التي تشعر بها هذه السيدة. من أين اذن تأتي هذه المشاعر بالفشل والخيبة. دائماً مكتئبة، تشكو أنها مرفوضة من الآخرين بما في ذلك أقرب المقربين لها من أفراد عائلتها. هذه المشاعر السلبية التي تغمر هذه المرأة وتجعلها تعيش حياة صعبة وتبتعد عن الآخرين لأنها ترى أنها إنسانة فاشلة، لا تستحق أن تعيش حياة مثل بقية البشر. هذه السيدة والتي تعمل في وظيفة جيدة، وحصلت على تعليم عال، ومع كل ذلك فهي ترى بأنها أقل من الآخرين، ومعزولة تماماً عن الآخرين، وتعيش حالة كآبة شديدة ولكنها قبلت بأن تتناول أدوية مضادة للاكتئاب، حتى يخفف عنها عناء المعاناة التي تعيش فيها.
يكبرون وهم يشعرون بالدونية
مشكلة الإحساس بالفشل عندما يتمكن من شخص فإنه يجعله يعيش في دوامة من التوتر والقلق والكآبة، وتتغير حياته نحو الأسوأ في كل جوانبها. مشاعر الفشل مشاعر سيئة جداً، وتجعل المرء يقود نفسه إلى هاوية من المآسي الصعبة والتي تجعل من يعاني من هذه المشاعر السلبية لسنوات طويلة من عمره، وقد تستمر هذه المشاعر إلى أجل غير محدد.
عادة تبدأ بعض الحالات من الشعور بالفشل من المدرسة. يقوم بعض المدرسين بوصم بعض الطلاب بالفاشلين، وقد يتبع ذلك أن يقوم زملاء الطالب من الطلاب الآخرين بوصف ذلك الطالب بالفاشل، وهكذا ينشأ الطفل أو الطالب في المراحل الابتدائية وربما المتوسطة وهو مستلم لهذا الوصف السلبي البشع الذي يؤثر على مستقبل الطالب في حياته المقبلة. ليس دائماً يكون الطالب الصغير الذي وصمه المعلم وشارك فيه بقية زملائه في الفصل بأنه فعلاً فاشل، فقد يكون الطفل الصغير ناجحاً في حياته وليس غبياً أو فاشلاً لكن المعلم ومعه الطلاب يجعلون الطالب الصغير يفقد ثقته في نفسه - إلا من رحم ربك - ويستكين على الوصف الذي منحه إياه زملاءه ومعلمه في المدرسة حتى أنه يصبح متقبلاً للوصف الذي أطلقه عليه زملاؤه ومعلمه وهو "الفاشل".
الفشل أو الفاشل، هي الصفة التي يطلقها مجموعة من الناس على شخص لأنه قد يتصرف بطريقة مختلفة، وقد تكون هذه الطريقة لا تروق للمجموعة - حتى وإن كانت صحيحة في كثير من الأحيان - وبذلك يصفون الشخص بأنه فاشل، وبعد ذلك يصبح هذا الشخص متقبلاً لهذا الوصف الذي يطلقه عليه بعض أفراد المجتمع، سواء من قبل أفراد عائلته أو من معلم وزملاء في المدرسة.
الكآبة واضطرابات القلق والتوتر يمكن علاجها بأدوية أو بجلسات وعلاج نفسي، لكن الفشل ومشاعر الفشل وشعور الشخص بأنه شخص فاشل لا يمكن علاجه وإذا تمكن هذا الشعور من الشخص فإنه من الصعب على الشخص أن ينجو ويتجاوز هذه المشاعر التي تجعله يعيش حياة صعبة جداً. لقد ذكرت السيدة التي كانت تشعر بالفشل وبأنها إنسانة فاشلة وهذا كان من نتيجة ما فعله والدها لها الذي أطلق عليها منذ الصغر بأنها شخص فاشل، وأنها فاشلة في كل ما تفعله وبذلك ترسخ في نفسيتها بأنها إنسانة فاشلة وكبرت على هذه المشاعر، وللأسف ليس هناك علاج لمشاعر الفشل وللشخص الذي يشعر بأنه شخص فاشل في هذه الحياة. نعم لقد تناولت تلك السيدة أدوية مضادة للاكتئاب ولتحسين اضطرابات القلق، ولكن بقيت مشاعر الفشل لا تتزحزح قابعة داخل نفس هذه المرأة المسكينة التي بقيت تعاني من مشاعر الفشل في جميع جوانب حياتها وكذلك هناك عشرات وربما المئات من النساء والرجال الذين يعانون من مشاعر الفشل والذي أوصلهم إلى هذا الوضع أناس من أقرب الناس إليهم.
قد يؤمنون بأنهم فاشلون حتى عندما يكبرون
يجب أن ننتبه للتعامل مع أبنائنا ومع طلابنا في المدارس فنحن الذين قد نزرع في نفوسهم بعض المشاعر السلبية التي قد تمتد حتى مراحل متأخرة من حياتهم، ونجعلهم يعيشون حياة بائسة. لقد تحدثنا عن أشخاص وصلوا إلى مرحلة من الشعور بالفشل بسبب أقرب الناس إليهم.
إننا نتحدث عن مشاعر غاية في السلبية قد يخلقها أشخاص لا يقصدون أن يصلوا بالشخص الذي يدفعونه إلى هذه المشاعر السلبية والتي من أهمها الفشل واحساس الشخص بالفشل وبأنه فاشل وهذا قد يقود إلى متاعب ومصاعب نفسية مثل أن يعاني الشخص من اكتئاب واضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاجات طويلة ومعقدة.
بالرغم من كل ما تحدثنا عنه فإنه لا يوجد شخص يوجد فاشل وهناك أشخاص من المشاهير حاربوا أساتذتهم ومعلميهم الذين وصموهم بالفاشلين وأثبتوا للعالم أجمع بأنهم ليسوا فاشلين، ولعل من أشهر هؤلاء؛ المخترع الأمريكي توماس أديسون، الذي ترك الدراسة لأن المعلمين حكموا عليه بأنه انسان فاشل فترك الدراسة بسبب هذه الوصمة التي وصمه بها معلموه ولكنه قام باختراع المصباح الكهربائي وسجل تحت اسمه مئات الاختراعات التي استفادت منها البشرية جمعاء وسجل توماس أديسون كواحد من الأشخاص العظماء الذين خدموا الإنسانية. إن عدم الاستسلام لما يقوله الآخرون عنا أمر في غاية الأهمية، فعلى الشخص أن يثق في نفسه وقدراته وعليه عدم ترديد ما يقوله الآخرون عنه، بل أن يسمع صوت ضميره ويثق فيه حتى يصل لما يصبو إليه ولا يجعل الآخرين يصنعون مستقبله.
مما يؤسف له أن عملية الفشل وأن يصبح الانسان فاشلاً (هذا إذا سلمنا جزافاً بهذا المصطلح)، تبدأ من مراحل مبكرة جداً من حياة الفرد. فالطفل الذي يعنفه والده مثلاً واصماً إياه بالفاشل، فإن هذه المشاعر تتنامى داخل نفسية الطفل الصغير وتكبر معه. كثير من الآباء والامهات يطلقون على ابنهم أو ابنتهم وصف الفاشل أو الفاشلة حينما يخفقون في شيء بسيط خلال مراحل طفولته الأولى، وهذا يؤدي إلى تقبل الطفل على وصف أنه فاشل، خاصة إذا كان هذا الوصف يكرر دائماً، ويتصرف وفق هذا الوصف الذي أطلق عليه من قبل أقرب الناس إليه!.
بعض الأشخاص يتقبل وصف الفاشل عليه، نظراً لما نشأ عليه من إطلاق هذا الوصف من قبل أقرب الناس إليه. لا يعرف الأهل ما الذي يفعلونه بأبنائهم عندما يطلقون عليهم صفات سلبية مثل فاشل ومرادفات هذه الكلمة المزعجة التي تنغرس في نفس الطفل وتؤثر عليه سلباً وتجعله ينشأ على تقبل الصفات السيئة التي يمكن أن يوصم بها من قبل الآخرين. إنه أمر في غاية السوء أن ينعت الوالدان أو الأخوة ابنهم أو شقيقهم بأوصاف سيئة تغرس في نفوس الصغار السلبية وتجعلهم يكبرون وهم يشعرون بالدونية مقارنة بمن يماثلونهم عمراً.
كثير من هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بمشاعر الفشل، حتى وإن كان لم يكن هناك أشخاص رسخوا هذه المشاعر السلبية عندهم، وجاءت هذه المشاعر بسبب شعور الشخص نفسه بأنه فاشل نتيجة أنه قام بعدة أعمال ولم يحالفه الحظ في بعض الأعمال فيقوم بتعميم هذا الفشل على جميع مناحي حياته. إن التعميم واحد من أخطر المشاعر التي يقوم بها الفرد ويعمم هذه الأخطاء على جميع السلوكيات في حياته. فالشخص الذي يكون مثلاً غير متقن لعمل من الاعمال، فهذا لا يعني أنه لا يتقن جميع الأعمال الأخرى. هناك مثال على السكرتيرة التي تخطئ في الطباعة ولكنها تعمم هذا الخطأ على جميع مناحي حياتها فتصف نفسها بأنها انسانة فاشلة لمجرد أن المدير اكتشف أن هناك بعض الأخطاء المطبعية، فتشعر بأنها انسانة غبية، فاشلة، لا تجيد شيئا في الحياة برغم أنها ليست كذلك في جميع ما تقوم به من أفعال. التعميم بأخذ أمر سلبي واحد من مناحي الحياة أو حادثة معينة وتعميمها على جميع جوانب الحياة أمر قد يقود إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، بالاضافة إلى أن الشخص يشعر بأنه فاشل، خاسر.. وجميع المصطلحات السلبية التي تعود على حياة المرء بالخيبة والنظرة الدونية من الشخص لنفسه، وتجعله يشعر بالانتقاص من قدره إذا ما قارن نفسه بالآخرين، حتى وإن كان رأي الآخرين مغايراً لرأي ووجهة نظر الشخص لنفسه.
الكلمة المزعجة تنغرس في نفس الطفل وتؤثر فيه سلباً
كان أحد الأشخاص دائماً يكرر علي بأنه انسان فاشل، برغم أني كنت لا أرى ذلك. كان إذا تحدث عن نفسه يتحدث بسلبية كبيرة، يبالغ في الأمور السلبية ويتجاهل الأمور الإيجابية في حياته. كانت حياته عادية مثل أي شخص، بل ان في حياته من الايجابيات الشيء الكثير، الذي يفوق كثيراً من السلبيات في حياته.
كان هذا الشخص دائماً يشعر بأن أب فاشل لابنائه، وزوج فاشل وموظف فاشل، وصديق فاشل لجميع اصدقائه.. بل إنه يشعر بأنه فاشل في كل جانب من جوانب حياته. كان يشعر أنه فاشل في عمله، وأنه لا يؤدي العمل بالصورة المطلوبة برغم أن المسؤولين عنه يقدرون عمله ويعتبرونه موظفاً ناجحاً، وكذلك الأشخاص الذين يتعاملون معه يشعرون بأنه انسان ناجح وشخصية مسؤولة في عمله، ولكن جميع هذا لم يقنعه بأنه انسان طبيعي، لكنه دائماً يصر على أنه شخص فاشل، وينتقي الجوانب السلبية في حياته ويضرب بها مثلاً على فشله، ومهما حاولت إقناعه بأن الأمور ليست كما يصفها، وتشرح له بأن الآخرين لا يرون فيه ما يرى هو في نفسه. الرد لديه يكون جاهزاً بأن الآخرين يجاملونه ولا يريدون أن يجرحونه. مهما تحاول أن تقنعه بأن هذا الكلام غير صحيح فإنه لا يقتنع ويصر على رأيه بأنه شخص فاشل في كل جانب من جوانب حياته، ووصل به الأمر إلى أن يصاب بالاكتئاب المرضي والذي يحتاج معه أن يتناول أدوية مضادة للاكتئاب لكنه رفض ذلك، ويعيش حياة كئيبة بسبب هذه المشاعر التي السلبية التي تسكنه. الشعور بالفشل من قبل الشخص ذاته أمر محزن ومثير للشفقة على مثل هؤلاء الاشخاص الذين يعيشون جحيم المشاعر السلبية بمشاعرهم التي تغرقهم في بحر متلاطم الأمواج من الشعور بالخيبة والحزن.
سيدة أخرى كان لديها نفس المشاعر؛ تشعر بأنها فاشلة في كل شيء.. في كل أمر من أمور حياتها. فاشلة كأم لأطفالها، كزوجة، كموظفة، وبرغم عدم وجود أي دليل يؤكد هذه المشاعر التي تشعر بها هذه السيدة. من أين اذن تأتي هذه المشاعر بالفشل والخيبة. دائماً مكتئبة، تشكو أنها مرفوضة من الآخرين بما في ذلك أقرب المقربين لها من أفراد عائلتها. هذه المشاعر السلبية التي تغمر هذه المرأة وتجعلها تعيش حياة صعبة وتبتعد عن الآخرين لأنها ترى أنها إنسانة فاشلة، لا تستحق أن تعيش حياة مثل بقية البشر. هذه السيدة والتي تعمل في وظيفة جيدة، وحصلت على تعليم عال، ومع كل ذلك فهي ترى بأنها أقل من الآخرين، ومعزولة تماماً عن الآخرين، وتعيش حالة كآبة شديدة ولكنها قبلت بأن تتناول أدوية مضادة للاكتئاب، حتى يخفف عنها عناء المعاناة التي تعيش فيها.
يكبرون وهم يشعرون بالدونية
مشكلة الإحساس بالفشل عندما يتمكن من شخص فإنه يجعله يعيش في دوامة من التوتر والقلق والكآبة، وتتغير حياته نحو الأسوأ في كل جوانبها. مشاعر الفشل مشاعر سيئة جداً، وتجعل المرء يقود نفسه إلى هاوية من المآسي الصعبة والتي تجعل من يعاني من هذه المشاعر السلبية لسنوات طويلة من عمره، وقد تستمر هذه المشاعر إلى أجل غير محدد.
عادة تبدأ بعض الحالات من الشعور بالفشل من المدرسة. يقوم بعض المدرسين بوصم بعض الطلاب بالفاشلين، وقد يتبع ذلك أن يقوم زملاء الطالب من الطلاب الآخرين بوصف ذلك الطالب بالفاشل، وهكذا ينشأ الطفل أو الطالب في المراحل الابتدائية وربما المتوسطة وهو مستلم لهذا الوصف السلبي البشع الذي يؤثر على مستقبل الطالب في حياته المقبلة. ليس دائماً يكون الطالب الصغير الذي وصمه المعلم وشارك فيه بقية زملائه في الفصل بأنه فعلاً فاشل، فقد يكون الطفل الصغير ناجحاً في حياته وليس غبياً أو فاشلاً لكن المعلم ومعه الطلاب يجعلون الطالب الصغير يفقد ثقته في نفسه - إلا من رحم ربك - ويستكين على الوصف الذي منحه إياه زملاءه ومعلمه في المدرسة حتى أنه يصبح متقبلاً للوصف الذي أطلقه عليه زملاؤه ومعلمه وهو "الفاشل".
الفشل أو الفاشل، هي الصفة التي يطلقها مجموعة من الناس على شخص لأنه قد يتصرف بطريقة مختلفة، وقد تكون هذه الطريقة لا تروق للمجموعة - حتى وإن كانت صحيحة في كثير من الأحيان - وبذلك يصفون الشخص بأنه فاشل، وبعد ذلك يصبح هذا الشخص متقبلاً لهذا الوصف الذي يطلقه عليه بعض أفراد المجتمع، سواء من قبل أفراد عائلته أو من معلم وزملاء في المدرسة.
الكآبة واضطرابات القلق والتوتر يمكن علاجها بأدوية أو بجلسات وعلاج نفسي، لكن الفشل ومشاعر الفشل وشعور الشخص بأنه شخص فاشل لا يمكن علاجه وإذا تمكن هذا الشعور من الشخص فإنه من الصعب على الشخص أن ينجو ويتجاوز هذه المشاعر التي تجعله يعيش حياة صعبة جداً. لقد ذكرت السيدة التي كانت تشعر بالفشل وبأنها إنسانة فاشلة وهذا كان من نتيجة ما فعله والدها لها الذي أطلق عليها منذ الصغر بأنها شخص فاشل، وأنها فاشلة في كل ما تفعله وبذلك ترسخ في نفسيتها بأنها إنسانة فاشلة وكبرت على هذه المشاعر، وللأسف ليس هناك علاج لمشاعر الفشل وللشخص الذي يشعر بأنه شخص فاشل في هذه الحياة. نعم لقد تناولت تلك السيدة أدوية مضادة للاكتئاب ولتحسين اضطرابات القلق، ولكن بقيت مشاعر الفشل لا تتزحزح قابعة داخل نفس هذه المرأة المسكينة التي بقيت تعاني من مشاعر الفشل في جميع جوانب حياتها وكذلك هناك عشرات وربما المئات من النساء والرجال الذين يعانون من مشاعر الفشل والذي أوصلهم إلى هذا الوضع أناس من أقرب الناس إليهم.
قد يؤمنون بأنهم فاشلون حتى عندما يكبرون
يجب أن ننتبه للتعامل مع أبنائنا ومع طلابنا في المدارس فنحن الذين قد نزرع في نفوسهم بعض المشاعر السلبية التي قد تمتد حتى مراحل متأخرة من حياتهم، ونجعلهم يعيشون حياة بائسة. لقد تحدثنا عن أشخاص وصلوا إلى مرحلة من الشعور بالفشل بسبب أقرب الناس إليهم.
إننا نتحدث عن مشاعر غاية في السلبية قد يخلقها أشخاص لا يقصدون أن يصلوا بالشخص الذي يدفعونه إلى هذه المشاعر السلبية والتي من أهمها الفشل واحساس الشخص بالفشل وبأنه فاشل وهذا قد يقود إلى متاعب ومصاعب نفسية مثل أن يعاني الشخص من اكتئاب واضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاجات طويلة ومعقدة.
بالرغم من كل ما تحدثنا عنه فإنه لا يوجد شخص يوجد فاشل وهناك أشخاص من المشاهير حاربوا أساتذتهم ومعلميهم الذين وصموهم بالفاشلين وأثبتوا للعالم أجمع بأنهم ليسوا فاشلين، ولعل من أشهر هؤلاء؛ المخترع الأمريكي توماس أديسون، الذي ترك الدراسة لأن المعلمين حكموا عليه بأنه انسان فاشل فترك الدراسة بسبب هذه الوصمة التي وصمه بها معلموه ولكنه قام باختراع المصباح الكهربائي وسجل تحت اسمه مئات الاختراعات التي استفادت منها البشرية جمعاء وسجل توماس أديسون كواحد من الأشخاص العظماء الذين خدموا الإنسانية. إن عدم الاستسلام لما يقوله الآخرون عنا أمر في غاية الأهمية، فعلى الشخص أن يثق في نفسه وقدراته وعليه عدم ترديد ما يقوله الآخرون عنه، بل أن يسمع صوت ضميره ويثق فيه حتى يصل لما يصبو إليه ولا يجعل الآخرين يصنعون مستقبله.
رد: الفشل و آثاره السلبيه
كيف تتجنب الفشل؟
تنكفئ داخل نفسك إذا فشلت، وقد يضيق الأفق المتسع عليك لأنك لم تضع أي احتمال للفشل عندما أقدمت على ذلك العمل، ولم تختر أي دائرة من الدوائر التي طرقتها وتخيلت أنها ستكون مركز الفشل.
ليس عندنا ثقافة الفشل كما يقول الكاتب أنيس منصور بمعنى (أننا إذا دخلنا في منافسة أو معركة فنحن نؤمن بأننا سوف ننتصر على طول الخط، ولكن ليس في حسابنا ما الذي تفعله إذا انهزمنا، مع أننا يجب أن نحسب للفشل كل حساب لكي ننهض ونعاود المحاولة. وفي الحروب هناك خطة للنصر وخطة للهزيمة وكيف يجمعون فلولهم وينسحبون في نظام دون خسائر جديدة، على اعتبار أن النجاح محتمل، والفشل محتمل أيضاً، ألمانيا تقبلت الهزيمة والانهيار الاقتصادي، والتفكك الاجتماعي ثم نهضت في كل المجالات حتى صارت اليوم أقوى دول أوروبا، والسبب أنها أدركت أن الفشل حقيقة وأنها لا تبكي على الماضي).
لا تتوقع الفشل ولا تفكر فيه ولذلك عندما يقع يكون تأثيره مؤلماً عليك عكس من استعد له، أو وضع احتمالات حدوثه قيد الحسبان.
في مباريات كرة القدم يتألم المشجعون الذين يعتقدون أن فرقهم لا تهزم وأنها تمضي دائماً في طريق النصر، وتجدهم عند الهزائم ينهارون ولا يستطيعون المواجهة مع الآخرين، رغم أن كرة القدم فوز وخسارة ولا يوجد فريق في العالم لم يفشل ولم يخسر وبالتالي الهزيمة ضمن مفردات اللعبة، ولا ينبغي أن تصيب المناصرين بالوجيعة.
في الحياة العامة من يسعى إلى تحقيق أحلامه بجدية، ويجاهد من أجلها من الممكن أن يستمتع بهذا الطريق الطويل الذي قد يؤدي إلى تحقيقها، لكن قد لا يكون النجاح هو النتيجة الحتمية في النهاية وكما يقال على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.
ينجح البعض، ويفشل آخرون ومع ذلك ليس هناك ناجح بالمطلق أو فاشل إلى الأبد. ويقول عالم النفس المشهور الدكتور (جاري أميري أنه قد يصعب التفريق بين الإنسان الفاشل، والإنسان النجاح لكن هناك ثلاث سمات رئيسية تستطيع من خلالها أن تفرق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل وأولها:
أن الناجحين يتحملون مسؤولية أعمالهم، بينما الفاشلون يلقون باللوم على الآخرين عند حدوث مشاكل لهم، أو يصطنعون الأعذار لأنفسهم، والبشر جميعاً يبحثون عن أسهل الطرق للخروج من مهمة لم ينهوها، وإجابة الفاشلين دائماً إلقاء اللوم على مسببات أخرى وعدم التعوّد على عبارة (إنها غلطتي أنا، ولكنني سأبدأ باصلاحها حالاً).
ثانياً: يتعلم الناجحون من أخطائهم بدلاً من قبولها على أنها مؤشر آخر على عدم كفاءتهم، أما الفاشل فيقول (أكيد أنا غير مؤهل وعديم الفائدة، وقد ارتكبت خطأ آخر إذاً ليس لي أمل في التعلم) اجعل من أخطائك حجراً تقف عليه لتصبح أكثر فعالية، عود نفسك على قول «تعلمت الآن كيف أنني لم انجز تلك المهمة وفي المرة القادمة سأنجزها بطريقة أفضل».
ثالثاً: يتلهف الناجحون على إيجاد طرق جديدة ومجربة لإنجاز مهامهم، بينما الفاشلون يتمسكون بما تعودوا عليه قديماً.
في المقابل نجد في كتاب «قوة الإرادة» للمؤلف «انطوني بارنيللو» ما يمكن أن يعزز ثقة المتردد أو الفاشل، أو من يتوقع الفشل من خلال طرحه لنصائح عشر لهؤلاء الذين يمنعون أنفسهم من النجاح الذي يستحقونه لأنهم يعتقدون بأنهم ليسوا أذكياء أو ذوي مظهر جيد ويخشون الفشل رغم أن العلماء يعتقدون أن البشر يستخدمون أقل من ٤ في المائة مما يعرفون.
ولزيادة الثقة في النفس يطرح المؤلف أولا: افتح عقلك للأشياء الجديدة وحاول تجربة الهوايات التي لم تفكر في تجربتها من قبل. وكلما زادت معارفك شعرت بأنك أفضل من ذي قبل.
ثانياً: عليك أن تصبح خبيراً في بعض المواضيع، اذهب إلى المكتبة وخذ بعض الكتب في موضوع رئيسي يثير اهتمامك، عند ذلك سيأتي إليك الناس لذكائك.
ثالثاً: رافق أناساً متفائلين إيجابيين بدلاً من مرافقة دائمي الشكوى لأنه يثيرون حالة الاحباط لديك.
رابعاً: اقض وقتاً هادئاً مع نفسك لكي تريح عقلك وتمنح نفسك سلاماً داخلياً، مع اللجوء للتأمل.
خامساً: لا تتوقع الكمال من نفسك أو من الآخرين، فالبشر يخطئون، ولذلك اجعل لنفسك نسبة خطأ.
سادساً: ثق بنفسك في أنك تتخذ قرارات صحيحة، وباصغائك لمواهبك الجيدة فإنك سوف تتعلم الاعتماد على ذكائك الخاص للسير في طريق إيجابي في حياتك.
سابعاً: اشطب كلمة لا أستطيع من قاموسك واستبدل لها كلمة يمكنني عمله وبدّل خوفك بالثقة بنفسك.
ثامناً: استمع إلى الآخرين وتعلم منهم وانتبه إلى المتحدثين الممتعين الذين لديهم الموهبة لمساعدتك في اظهار أفضل ما عندك.
تاسعاً: واجه مخاوفك وتغلب عليها فنحن جميعاً خائفون من شيء ما. ولكن لا تسمح لهذا القلق بأن يكون عائقاً لك. فأنت تولد ولديك حالتا خوف طبيعيتان الأصوات العالية والسقوط، وكل المخاوف الأخرى مكتسبة.
عاشراً: تمسك بموقفك إذا كنت تعتقد اعتقاداً راسخاً في مسألة ما، فالتنازل عندما تكون على علم بأنك على حق أمر انهزامي لنفسك ويجب أن تثق في معتقداتك.
أخيراً راهن على النجاح ولكن بنصيب المراهنة على الفشل حتى لا تتحول لحظة عدم تحقق النجاح إلى كارثة وعذاب قد لا ينتهي إلى الأبد.
منتدى برنامج حياه على النت باذاعة صوت العرب :: الدعم التقنى للأسره العربيه :: الإرشاد التربوى و الإجتماعى و النفسى للأسره العربيه
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى