شهر التأمل الذاتي
صفحة 2 من اصل 1
شهر التأمل الذاتي
شهر التأمل الذاتي
لا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً ففيه (( تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات )) كما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه كما ورد في الحديث الشريف (( إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم )). فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للذات،فحينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الشواغل مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه وخاصة ان هذا الشهر تتوفر فيه الأجواء الروحية التي يتحقق بها ذلك وقلما تتوفر في شهر آخر من شهور السنة.
فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن ان يفوت ساعات الليل في النوم أو الارتباطات الاجتماعية ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة.
قال عز وجل: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه اثبت اللَّه النور في قلبه.. ثم يقول جلا جلاله لملائكته: ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لاهون والغافلون نيام اشهدوا أني غفرت له )) .
وقراءة القران الكريم والتي ورد الحث عليها اكثر في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القران يقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}( )وفي الحديث الشريف: (( لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان ) كما ورد أن (من تلا فيه آية كان له مثل من ختم القران في غيره من الشهور )).
هذه القراءة من الأمور التي تعين الأنسان للانفتاح على ذاته ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطاءها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القران والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القران ونواهيه.
روي عن الإمام علي عليه السلام: (( ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، تدبروا آيات القران واعتبروا به فإنه ابلغ العبر )) .
واخيرا فان للتأمل الذاتي في شهر رمضان اهمية تتمثل في :
*يراجع الإنسان أفكاره وقناعاته ويتساءل عن مقدار الحق والصواب فيها، ولو أن الناس جميعاً راجعوا أفكارهم وانتماءاتهم لربما استطاعوا أن يغيروا الأخطاء والانحرافات فيها.
*يراجع الإنسان الصفات النفسية التي تنطوي عليها شخصيته فهل هو جبان أم شجاع؟ جرئ أم متردد؟ حازم أم لين؟ صادق أم كاذب؟ صريح أم ملتو؟ كسول أم نشيط؟
*يراجع الإنسان سلوكه وتصرفاته مع الآخرين، بدءاً من زوجته وأطفاله، وانتهاءً بخدمه وعماله، مروراً بأرحامه وأصدقائه وسائر الناس ممن يتعامل معهم أو يرتبط بهم.
جعلنا الله واياكم من الذين يستثمروا هذا الشهر الكريم بكل ما فيه من خير وبركة وان يوفقنا الله لصيامه وقيامه ويتقبل منا الطاعات انه ولى ذلك والقادر عليه.
salim- عضو نشيط
- تاريخ التسجيل : 23/04/2010
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى