الجراحه عن بعد
صفحة 2 من اصل 1
الجراحه عن بعد
ماتياس بولينجر: بعد أن كانت زيارة الطبيب ضرورة عند المرض والانتظار الطويل للجراح المختص لإجراء عملية جراحية دقيقة أضحت تقنية الشبكات اليوم وسيلة طبية عصرية تمكن الطبيب من إعطاء استشاراته أو حتى إجراء عمليات جراحية عن بعد.
يحتاج المريض أن يذهب إلى الطبيب أو يطلب من الطبيب زيارته في المنزل حتى يعالجه: كانت هذه هي القاعدة لفترة طويلة. لكن الأطباء يريدون تقليل المسافات واختراق الجدران للوصول إلى مرضاهم ليس عن طريق التخاطر أو ما يعرف بـ"التيليباثي" ولكن معتمدين في ذلك على التكنولوجيا الحديثة.
وربما يعد مشروع الجيش الأمريكي أجرأ المشاريع في هذا المجال، فالجيش الأمريكي يريد توفير مستشفى عسكري متنقل يعالج المصابين بشكل أوتوماتيكي مائة بالمائة، بينما يجلس الطبيب المعالج مرتاحاً في المركز المخصص في الولايات المتحدة الأمريكية ويقوم بدوره في إنقاذ الجنود. وتبدو هذه الرواية بالطبع كروايات الخيال العلمي، لكنها قد تصبح حقيقة قريباً.
تسهيل الاتصال بين الأطباء
في ألمانيا أيضاً يسعى الباحثون إلى الوصول إلى نظام جديد يستند على تكنولوجيا الشبكات، حيث يتمكن الأطباء من العمل عن بعد أو تقديم الاستشارة لزملاء لهم. يقوم بأحد هذه المشاريع كريستوف ماينل، أستاذ المعلوماتية في معهد هاسو بلاتنر في بوتسدام، ويقول عن تطبيقات هذا المشروع: "على سبيل المثال، لا يجب على الطبيب الخبير أن يكون موجودا حيث يوجد المريض، بل يمكنه أن يقوم بتحليل الصور الطبية وإعطاء رأيه الاستشاري للطبيب المعالج اعتماداً على تكنولوجيا الشبكات.
فلنفترض مثلاً حالة طبيب جراح يجري جراحة قلب مفتوح لأول مرة، ويريد أن يضمن ألاّ يخطىء. إذ يمكن في هذه الحالة أن يجري اجتماعا مع الطبيب الآخر عن بعد عبر اتصال مصور بالفيديو "فيديو كونفرنس"، ويرسل له كل المعلومات وصور الأشعة الخاصة بالمريض، فيتابع الطبيب الآخر العملية الجراحية عن بعد ويعطي نصائحه".
الأستاذ ماينل يسعى مع الطلبة العاملين معه لتطبيق هذه التقنية في مستشفى شارتي الجامعي ببرلين، وهم يهدفون بذلك إلى توفير التقنية التي يحتاجها الأطباء للتمكن من التعاون بشكل أفضل دون جهد مضاعف، كما يؤكد هيلميش أحد الطلبة المشاركين في المشروع قائلاً: "لقد حاولنا ببساطة أن نسهل عملية الاتصال بين الأطباء ليتمكنوا من مناقشة الحالة والوصول إلى أفضل الطرق للتعامل معها".
نظام اتصال سهل الاستخدام
التقنية تعتمد ببساطة على نظام عقد المؤتمرات المصورة بالفيديو عن بعد، لكنه بالطبع نظام أكثر تعقيداً ليناسب الظروف الخاصة التي تحيط به، فهناك شخص متألم وجسده مفتوح أثناء العملية الجراحية وهناك العديد من الأدوات المختلفة حوله، وهناك حرارة في الغرفة وهناك ضجيج ناتج عن الآلات.
وخلال كل هذه الظروف يجب ألاّ يفقد الطبيب تركيزه وبالتالي يجب أن يكون التعامل مع نظام التخاطب عن بعد أسهل ما يكون كي لا يؤثر سلبياً على الطبيب، كما يؤكد هلميش. ولهذا الغرض طور علماء المعلوماتية برنامجاً يعمل بناء على أوامر مسموعة: فالطبيب الجراح الذي يحتاج يديه لإجراء الجراحة لن يضطر لترك أدواته كي يشغل الجهاز، بل يقول له فقط الأمر المطلوب والجهاز ينفذ.
"تشغيل"، "أرسل الصورة الخاصة بالقلب": من الممكن أن تكون هذه هي بعض الأوامر التي يعطيها الطبيب الجراح لمساعده الالكتروني فيسهل له عملية استشارة زميله عن بعد. وهذا الجهاز يعمل بالفعل منذ شهرين، لكن الأمر سيتطلب بعض الوقت حتى تظهر مدى فعاليته.
ماينل، أستاذ المعلوماتية الذي أدى مهمته على أكمل وجه حتى الآن، متشوق لمعرفة النتيجة العملية لها: "هل هذا النظام سيساعد الطبيب أم سيقلل من تركيزه؟ هذا الأمر لا يمكن أن نجيبه عنه مسبقاًً، ولا تكفي مناقشته على الأوراق وفي المعامل. وهذا هو الهدف من الأبحاث والجامعات. كان يجب أن يصبح هناك نظام حتى يمكننا من تقييم النتيجة وجعل النظام أكثر فائدة وفعالية".
العلماء والأطباء في كل مكان يعملون على تطوير تقنيات لممارسة الطب عن بعد، لأنها بالفعل قد تنقذ حياة الملايين. فهناك شركة سويسرية مثلاً ابتكرت قميص مزود بالكترود ليجري رسم قلب للمريض بشكل مستمر ويرسل النتائج لاسلكياً للطبيب. كما أن هناك أجهزة أخرى تعطى لمرضى السكر لقياس نسبة السكر في الدم وترسلها أيضاً دورياً للطبيب المعالج.
أما الأكثر تطورا في هذا المجال فهو القيام بعملية جراحية في القلب عبر الأقمار الصناعية، حيث كان المريض في إيطاليا بينما الطبيب يجلس على بعد 6000 كيلومتر على حاسبه الآلي في الولايات المتحدة الأمريكية
يحتاج المريض أن يذهب إلى الطبيب أو يطلب من الطبيب زيارته في المنزل حتى يعالجه: كانت هذه هي القاعدة لفترة طويلة. لكن الأطباء يريدون تقليل المسافات واختراق الجدران للوصول إلى مرضاهم ليس عن طريق التخاطر أو ما يعرف بـ"التيليباثي" ولكن معتمدين في ذلك على التكنولوجيا الحديثة.
وربما يعد مشروع الجيش الأمريكي أجرأ المشاريع في هذا المجال، فالجيش الأمريكي يريد توفير مستشفى عسكري متنقل يعالج المصابين بشكل أوتوماتيكي مائة بالمائة، بينما يجلس الطبيب المعالج مرتاحاً في المركز المخصص في الولايات المتحدة الأمريكية ويقوم بدوره في إنقاذ الجنود. وتبدو هذه الرواية بالطبع كروايات الخيال العلمي، لكنها قد تصبح حقيقة قريباً.
تسهيل الاتصال بين الأطباء
في ألمانيا أيضاً يسعى الباحثون إلى الوصول إلى نظام جديد يستند على تكنولوجيا الشبكات، حيث يتمكن الأطباء من العمل عن بعد أو تقديم الاستشارة لزملاء لهم. يقوم بأحد هذه المشاريع كريستوف ماينل، أستاذ المعلوماتية في معهد هاسو بلاتنر في بوتسدام، ويقول عن تطبيقات هذا المشروع: "على سبيل المثال، لا يجب على الطبيب الخبير أن يكون موجودا حيث يوجد المريض، بل يمكنه أن يقوم بتحليل الصور الطبية وإعطاء رأيه الاستشاري للطبيب المعالج اعتماداً على تكنولوجيا الشبكات.
فلنفترض مثلاً حالة طبيب جراح يجري جراحة قلب مفتوح لأول مرة، ويريد أن يضمن ألاّ يخطىء. إذ يمكن في هذه الحالة أن يجري اجتماعا مع الطبيب الآخر عن بعد عبر اتصال مصور بالفيديو "فيديو كونفرنس"، ويرسل له كل المعلومات وصور الأشعة الخاصة بالمريض، فيتابع الطبيب الآخر العملية الجراحية عن بعد ويعطي نصائحه".
الأستاذ ماينل يسعى مع الطلبة العاملين معه لتطبيق هذه التقنية في مستشفى شارتي الجامعي ببرلين، وهم يهدفون بذلك إلى توفير التقنية التي يحتاجها الأطباء للتمكن من التعاون بشكل أفضل دون جهد مضاعف، كما يؤكد هيلميش أحد الطلبة المشاركين في المشروع قائلاً: "لقد حاولنا ببساطة أن نسهل عملية الاتصال بين الأطباء ليتمكنوا من مناقشة الحالة والوصول إلى أفضل الطرق للتعامل معها".
نظام اتصال سهل الاستخدام
التقنية تعتمد ببساطة على نظام عقد المؤتمرات المصورة بالفيديو عن بعد، لكنه بالطبع نظام أكثر تعقيداً ليناسب الظروف الخاصة التي تحيط به، فهناك شخص متألم وجسده مفتوح أثناء العملية الجراحية وهناك العديد من الأدوات المختلفة حوله، وهناك حرارة في الغرفة وهناك ضجيج ناتج عن الآلات.
وخلال كل هذه الظروف يجب ألاّ يفقد الطبيب تركيزه وبالتالي يجب أن يكون التعامل مع نظام التخاطب عن بعد أسهل ما يكون كي لا يؤثر سلبياً على الطبيب، كما يؤكد هلميش. ولهذا الغرض طور علماء المعلوماتية برنامجاً يعمل بناء على أوامر مسموعة: فالطبيب الجراح الذي يحتاج يديه لإجراء الجراحة لن يضطر لترك أدواته كي يشغل الجهاز، بل يقول له فقط الأمر المطلوب والجهاز ينفذ.
"تشغيل"، "أرسل الصورة الخاصة بالقلب": من الممكن أن تكون هذه هي بعض الأوامر التي يعطيها الطبيب الجراح لمساعده الالكتروني فيسهل له عملية استشارة زميله عن بعد. وهذا الجهاز يعمل بالفعل منذ شهرين، لكن الأمر سيتطلب بعض الوقت حتى تظهر مدى فعاليته.
ماينل، أستاذ المعلوماتية الذي أدى مهمته على أكمل وجه حتى الآن، متشوق لمعرفة النتيجة العملية لها: "هل هذا النظام سيساعد الطبيب أم سيقلل من تركيزه؟ هذا الأمر لا يمكن أن نجيبه عنه مسبقاًً، ولا تكفي مناقشته على الأوراق وفي المعامل. وهذا هو الهدف من الأبحاث والجامعات. كان يجب أن يصبح هناك نظام حتى يمكننا من تقييم النتيجة وجعل النظام أكثر فائدة وفعالية".
العلماء والأطباء في كل مكان يعملون على تطوير تقنيات لممارسة الطب عن بعد، لأنها بالفعل قد تنقذ حياة الملايين. فهناك شركة سويسرية مثلاً ابتكرت قميص مزود بالكترود ليجري رسم قلب للمريض بشكل مستمر ويرسل النتائج لاسلكياً للطبيب. كما أن هناك أجهزة أخرى تعطى لمرضى السكر لقياس نسبة السكر في الدم وترسلها أيضاً دورياً للطبيب المعالج.
أما الأكثر تطورا في هذا المجال فهو القيام بعملية جراحية في القلب عبر الأقمار الصناعية، حيث كان المريض في إيطاليا بينما الطبيب يجلس على بعد 6000 كيلومتر على حاسبه الآلي في الولايات المتحدة الأمريكية
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى