مقردات لغويه شبابيه
صفحة 2 من اصل 1
مقردات لغويه شبابيه
(كول) و(سو كيوت) و(النتنتة) و(القوقلة) جميعها مفردات شبابية مأخوذة من اللغة الإنجليزية كشاهد على العولمة وتأثيراتها الاجتماعية إن صح التعبير. قد لا يفهم كثير منا معاني هذه الكلمات ممن تعوزه الثقافة الشبابية الحالية أو ممن هو غير ملم بغير اللغة العربية . وإذا كانت العولمة هي التفسير المنطقي لاستخدام الشباب لبعض المفردات الأجنبية في لغته التي وحدت اللهجات المحلية المختلفة ووحدتها في لهجة مدنية شبابية واحدة ينطق بها جميع الشباب الهارب أو المالّ من مفردات لهجته المحلية والتي قد تشير إلى خلفيته الاجتماعية وبحثه عن التوحد والتغلغل في المجتمع المدني من خلال احتراف لهجته المدنية المركبة، فبماذا يمكن أن نفسر ظهور مفردات أخرى ليس لها جذور واضحة، أو استخدام الشباب لبعض الكلمات المحلية وتوظيفها في مدلولات أخرى بعيدا عن معانيها السابقة ومدلولاتها الأخرى غير المقبولة اجتماعيا أو تلك التي تخدش الحياء ويصعب ذكرها هنا! هل هو انحطاط في اللغة العربية وعجز في مفرداتها من خلال صورها ولهجاتها المحلية؟ أم أنه تطوير عولمي شبابي في مفرداتها لعدم تمكنها من احتواء مشاعرهم وعاطفتهم أو مواقفهم الشبابية؟ كلمات مثل (تسليك) و(ترييش) و(تلايط) و(مهايط) هي كلمات قد لا ترتقي للذوق العام الاجتماعي إذا ما استخدمت في خارج النطاق الشبابي الذي سيكبر يوما وقد يتخلى عن مفرداته الحالية وربما يتمسك بها أكثر ويطور غيرها وإذا سألته عن معانيها أو أنكرتها عليه قد يرد عليك بلا مبالاة ويسألك ( و فيها أيه) وهذه مفردة شبابية أخرى ولكن استنكارية معناها ما هو موقعك من الإعراب أو ما هو دخلك في الموضوع ؟ أما على الصعيد الأنثوي الشبابي فإن المفردات قد تكون أنعم قليلا لتحتوي مفردات وصفية أخرى مثل (أكوس شي) أي أفضل شيء و(أكوت شي) أي أجمل شيء و(متنتنة) أي مسمرة للبشرة و(مبزوزة) أي مشغولة وغيرها من الكلمات التي تحتضنها التجمعات الشبابية النسائية في المدارس والجامعات وتتسرب تدريجيا إلى المجتمع بجميع إشكالياتها المختلفة سواء في معانيها الحالية أو السابقة والتي حورت لمعان أخرى أو في دخولها القوي على اللغة ومنازعتها للمفردات العربية الحقيقية أو لهجاتها الأصيلة. قد يكون استخدام هذه المفردات لا يعدو عن كونه نزعة شبابية للتميز بلغة خاصة به وقد يكون له مدلولات اجتماعية أخرى أهمها ضعف الهوية العربية بشكل عام وافتقارها للمحفزات العروبية مع تزايد الإخفاقات العربية وبحث الشباب عن إحلالات أجنبية لها، إضافة إلى هروب الشباب من هويته الاجتماعية الشخصية التي تمثلها لهجته المحلية وبحثه عن هوية مدنية عامة أقل قيودا وتمنحه هامشا في الحرية أكبر؟!
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى