الصبر رفيق دربنا إلى الجنة، فهل نعرفه؟
صفحة 2 من اصل 1
الصبر رفيق دربنا إلى الجنة، فهل نعرفه؟
الصبر لغة: الحبس والكف،قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (28)سورة الكهف.
أي احبس نفسك معهم.
واصطلاحاً: حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله عز وجل.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار} (22)سورة الرعد.
وقد قرن الله الصبر بخصال الخير في الإسلام، فقرنه باليقين، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24){سورة السجدة}
وقرنه بالتوكل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (59){سورة العنكبوت}
وقرنه بالصلاة فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (153) {سورة البقرة}
وقرنه بالتقوى في عدة آيات منها قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف.
وقرنه بالعمل الصالح، فقال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (11) سورة هود.
وقرنه بالجهاد، فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } (31)سورة محمد.
وقرنه بالاستغفار: فقال عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} (55)سورة غافر.
وقرنه بالتسبيح فقال عز من قائل {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (39)سورة ق.
وقرنه بالحق، فقال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)} سورة العصر.
وقرنه بالرحمة، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (17) سورة البلد ،
وقرنه بالشكر في عدة آيات،قال تعالى:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (5) سورة إبراهيم.
وقد ذكر الصبر في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، وكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر:
فالعفة: صبر عن شهوة الفرج ونظر العين للحرام.
وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن.
وكتمان السر صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام.
والزهد: صبر عن فضول العيش.
والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا.
والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب.
والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش.
والشجاعة: صبر عن داعي الجبن والخوف.
والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام.
والجود: صبر عن إجابة داعي البخل.
والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل.
وفي الحديث النبوي الشريف:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَابَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْعَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا. "رواه مسلم.
وقال أيضا:
"مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" رواه البخاري.
وقال الشاعر:
لا تـيـأسن وإن طـالت مطـالبـة *** إذا استـعنت بصبـر أو تـرى فرجـا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبــواب أن يلجـــا
أي احبس نفسك معهم.
واصطلاحاً: حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله عز وجل.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار} (22)سورة الرعد.
وقد قرن الله الصبر بخصال الخير في الإسلام، فقرنه باليقين، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24){سورة السجدة}
وقرنه بالتوكل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (59){سورة العنكبوت}
وقرنه بالصلاة فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (153) {سورة البقرة}
وقرنه بالتقوى في عدة آيات منها قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف.
وقرنه بالعمل الصالح، فقال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (11) سورة هود.
وقرنه بالجهاد، فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } (31)سورة محمد.
وقرنه بالاستغفار: فقال عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} (55)سورة غافر.
وقرنه بالتسبيح فقال عز من قائل {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (39)سورة ق.
وقرنه بالحق، فقال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)} سورة العصر.
وقرنه بالرحمة، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (17) سورة البلد ،
وقرنه بالشكر في عدة آيات،قال تعالى:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (5) سورة إبراهيم.
وقد ذكر الصبر في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، وكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر:
فالعفة: صبر عن شهوة الفرج ونظر العين للحرام.
وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن.
وكتمان السر صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام.
والزهد: صبر عن فضول العيش.
والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا.
والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب.
والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش.
والشجاعة: صبر عن داعي الجبن والخوف.
والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام.
والجود: صبر عن إجابة داعي البخل.
والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل.
وفي الحديث النبوي الشريف:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَابَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْعَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا. "رواه مسلم.
وقال أيضا:
"مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" رواه البخاري.
وقال الشاعر:
لا تـيـأسن وإن طـالت مطـالبـة *** إذا استـعنت بصبـر أو تـرى فرجـا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبــواب أن يلجـــا
رد: الصبر رفيق دربنا إلى الجنة، فهل نعرفه؟
نِعْمَ المنزلة هي منزلة الصبر، ونِعْمَ الخلق هو خلق الصبر، ونِعْمَ الأهل هم أهل الصبر، فالصبر طريق الجنة، ولا يمكن أن تستقيم حياة العبد إلا به، ولا ينبغي أن يستغني عنه بأي حال من الأحوال. فلا بد له من أن يصبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها، ويصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، ويصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها.
وهذه الأنواع الثلاثة هي التي لا ينفك عنها الإنسان: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
فالأولان كما يقول ابن القيم رحمه الله صبر على ما يتعلق بالكسب والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه.
فالقسم الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله عز وجل لأن النفس بطبعها تستثقل التكاليف، فلا بد له من مجاهدتها حتى تستقيم على أمر الله. يقول الله عز وجل: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا(65)سورة مريم ،
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ أي اصبر نفسك عليها وجاهدها وقم عليها خير قيام.
والصبر على الطاعة له ثلاثة أحوال:
أولا : قبل الطاعة بتصحيح النية وطرد شوائب الرياء.
ثانيا: حال الطاعة أن لا تغفل عن الله فيها ولا تتكاسل عن أدائها وتراعي واجباتها وأركانها.
ثالثا: بعد الفراغ منها بأن لا تكشف ماعملت وتعجب به وتسمع به في المجالس، قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)سورة محمد.
أما القسم الثاني : وهو الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس بطبعها تضعف أمام الشهوات والمغريات، فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا تقع في شباكها، وهذا يحتاج إلى مجاهدة ويحتاج إلى كف النفس والهوى. يقول جل وعلا: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) سورة النازعات.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
أما القسم الثالث : فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة،
لأن أقدار الله عز وجل كما يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله ملائمة ومؤلمة.
الملائمة: تحتاج إلى الشكر والشكر من الطاعات، فالصبر عليها من النوع الأول.
والمؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان فيبتلى في بدنه أو ولده أو ماله، لكن عليه ألا يجزع ولا يسخط بل يصبر ويحتسب حتى ينال بذلك الأجر والثواب الذي وعد الله به الصابرين بقوله عز وجل:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)سورة البقرة،
والصبر على البلاء يكون بتجرع مرارته من غير عبوس ولا تقطيب ولا اشمئزاز ولا كراهية.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة وأن يجعلنا من الصابرين الذاكرين الشاكرين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وهذه الأنواع الثلاثة هي التي لا ينفك عنها الإنسان: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
فالأولان كما يقول ابن القيم رحمه الله صبر على ما يتعلق بالكسب والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه.
فالقسم الأول: أن يصبر الإنسان على طاعة الله عز وجل لأن النفس بطبعها تستثقل التكاليف، فلا بد له من مجاهدتها حتى تستقيم على أمر الله. يقول الله عز وجل: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا(65)سورة مريم ،
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ أي اصبر نفسك عليها وجاهدها وقم عليها خير قيام.
والصبر على الطاعة له ثلاثة أحوال:
أولا : قبل الطاعة بتصحيح النية وطرد شوائب الرياء.
ثانيا: حال الطاعة أن لا تغفل عن الله فيها ولا تتكاسل عن أدائها وتراعي واجباتها وأركانها.
ثالثا: بعد الفراغ منها بأن لا تكشف ماعملت وتعجب به وتسمع به في المجالس، قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)سورة محمد.
أما القسم الثاني : وهو الصبر عن محارم الله بحيث يكف الإنسان نفسه عما حرم الله عليه، لأن النفس بطبعها تضعف أمام الشهوات والمغريات، فيحبس الإنسان نفسه عنها حتى لا تقع في شباكها، وهذا يحتاج إلى مجاهدة ويحتاج إلى كف النفس والهوى. يقول جل وعلا: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) سورة النازعات.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
أما القسم الثالث : فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة،
لأن أقدار الله عز وجل كما يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله ملائمة ومؤلمة.
الملائمة: تحتاج إلى الشكر والشكر من الطاعات، فالصبر عليها من النوع الأول.
والمؤلمة: بحيث لا تلائم الإنسان فيبتلى في بدنه أو ولده أو ماله، لكن عليه ألا يجزع ولا يسخط بل يصبر ويحتسب حتى ينال بذلك الأجر والثواب الذي وعد الله به الصابرين بقوله عز وجل:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)سورة البقرة،
والصبر على البلاء يكون بتجرع مرارته من غير عبوس ولا تقطيب ولا اشمئزاز ولا كراهية.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة وأن يجعلنا من الصابرين الذاكرين الشاكرين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مواضيع مماثلة
» الصبر علي الشهوة
» الصبر والابتلاء
» إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني
» أخلاق المسلم الصبر
» الصبر فى حياة النبى صلى الله عليه و سلم
» الصبر والابتلاء
» إن لم تجدوني في الجنة بينكم فاسألوا عني
» أخلاق المسلم الصبر
» الصبر فى حياة النبى صلى الله عليه و سلم
صفحة 2 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى